نصر الله والصدر.. وجهان لخطة واحدة في العراق ولبنان

عرب وعالم

اليمن العربي

زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، وزعيم ميليشيا حزب الله في لبنان حسن نصر الله، وجهان لحملة واحدة ضد حراكين شعبيين في بلديهما، الأول تبرأ من المتظاهرين، بعد أن أيدهم، قبل أن ينقلب عليهم ويحمل السلاح ضدهم وضد من كان يقول أنه "يحميهم"، فيما هاجمهم الثاني منذ البداية في لبنان، وانتقل مع تطور الحراك إلى محاولة شق صفوف المتظاهرين بخطاب التخوين، والعمالة، وفق ما أورد موقع قناة الحرة اليوم الثلاثاء. ففي لبنان، أحس حسن نصر الله بالخطر منذ الأسبوع الأول للمظاهرات في الشارع، وخرج يهاجمهم باستهتار حيناً وتعالٍ وتخوين أحياناً، واستخفاف في أحيان أخرى، قائلاً إنهم "يضيعون وقتهم ووقت البلاد، وأن عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، لن يسقط". وسرعان ما رد المتظاهرون على خطابه بتصعيد الاحتجاجات في الشارع، التي وصلت إلى مدن جنوبية ذات غالبية كان يعتقد أنها حاضنة لميليشيا حزب الله، الأمر الذي لم أسقط الأوراق الرابحة من يده، ودفع الحزب لدس بعض العناصر وأنصار الحزب لقمع وتعنيف المتظاهرين في الشارع. أما في العراق، لعب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر نفس الدور، ولكن بتكتيك أطول، إذ طلب من أنصاره في بداية الحراك في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، العدول عن التظاهر، لينقلب بعد شهر واحد مطالباً أنصاره بالنزول إلى الشارع للتظاهر وحماية المتظاهرين، لينتهي به المطاف هذا الأسبوع الجاري، بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، عبر ميليشياته "أصحاب القبعات الزرقاء". ويرى متابعون للشأنين اللبناني والعراقي، أن حسن نصر الله ومقتدى الصدر، وجهان لعملة واحدة، هدفها تدمير وقمع احتجاجات سلمية في بلديهما، لأنها طالبت بأمور أساسية أهمها حكومة مستقلة والتخلص من الطبقة السياسية الفاسدة، وهو ما يطرح تساؤلاً عن خلفيات سعي الرجلين إلى قمع مظاهرات سلمية لا تستهدفهما مباشرةً بكل ما أوتيا من قوة ونفوذ سياسي وعسكري، وبطريقة متشابهة إلى حد كبير. إرباك الحسابات الإيرانية وتعليقاً على ذلك قال المحلل السياسي علي الأمين، إن "قواعد اللعبة السياسية في لبنان والعراق، تقوم على خدمة النفوذ الإيراني على وجه الخصوص، وهو ما يفسر خروج نصر الله والصدر ضد المظاهرات السلمية". وأشار إلى أن الخيار الأول والوحيد لدى حزب الله في لبنان والتيار الصدري في العراق، هو السيطرة وإحكام القبضة على الحياة السياسية والعسكرية في النظام، ولذلك سيبذلان كل قوة ممكنة  لمواجهة المتظاهرين الراغبين في نظام، لا طائفي. حكومة مستقلة وأوضح الخبير اللبناني، أن أكثر ما أثار حفيظة الفصيلين في لبنان والعراق، تركيز وتشديد المتظاهرين العراقيين واللبنانيين، على "الحكومة المستقلة"، البعيدة عن المحاصصة الطائفية، الأمر الذي يُهدد مصالح ومكاسب الصدر ونصر الله. ولفت إلى أن الرهان الأساسي عند الصدر ونصر الله، لكسر المظاهرات، يقوم على الإبقاء على قواعد اللعبة دون تغيير، ما يترك لهما قبضة حديدية للإمساك بمفاصل الحكم في البلدين. "الكوثراني"  وفي سياق النقاش الدائر حول "استقلالية" رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي، يطفو اسم محمد كوثراني المكلف بملف العراق في حزب الله اللبناني، وصاحب الجنسيتين اللبنانية والعراقية، على السطح، باعتباره مهندس اقتراح اسم علاوي، وهو الذي أقنع مقتدى الصدر به رئيساً لوزراء العراق. وأضاف علي الأمين "الأمر جد وارد لأن محمد كوثراني، من دعاة فكرة العمل داخل نظام الدولة والتخندق في أجهزتها، وخلق النفوذ داخلها، وهو منهج، كان كوثراني يخالف فيه قاسم سليماني، الذي كان يؤمن بفكرة العمل العسكري المباشر". وما يزيد من احتمالية لعب كوثراني لهذا الدور، أنه صلة الوصل وصاحب نفوذ لدى حزب الله في لبنان والتيار الصدري في العراق، في الوقت نفسه. الورقة الأخيرة وتفسيراً لتناقض التيار الصدري في التعامل مع المظاهرات، قال الناشط المدني والسياسي أحمد حمادي العراقي، إن "تعنيف ميليشيات الصدر للمتظاهرين بعد تأييدهم، هو دليل على أن التيار الصدري لم تعد عنده أوراق رابحة، سوى المواجهة بالعنف". وأضاف أن "استمرار الاحتجاجات السلمية في الشارع، أكبر تهديد لمصالح التيار الصدري، صاحب  أكبر كتلة برلمانية حالياً، ناهيك عن باقي مكاسبه السياسية، وعليه فإنه سيبذل جهده لإجهاض الحراك وإنهائه، هي قضية حياة أو موت عنده".