"الخليج" تؤكد على هزيمة «صفقة القرن»

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية "يحاول من وضع «صفقة القرن» أن يتذاكى بالحديث عن عاصمة في غير مكانها الحقيقي، وعن وطن ليس بوطن، إنما مجرد أرخبيل من الجزر، تفصل بينها مستوطنات يهودية، وعن «شعب يستحق الحياة» منزوع السيادة والحرية والقرار، لا يتنفس إلا بقرار، ولا يأكل إلا بقرار ولا يتحرك إلا بقرار.

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الثلاثاء تابعها "اليمن العربي" -  هكذا «دولة» لا يقبل بها حتى المجانين، فكيف بشعب هو صاحب الأرض والحق، ويقارع العدوان والاحتلال والتوسع، وقدم ويقدم آلاف الشهداء طوال أكثر من سبعين عاماً، ولم يرفع الراية البيضاء؟

 

وبينت أن "هذه ليست تسوية، ولا مبادرة، إنها «صك انتداب» جديد على الشعب الفلسطيني، وإعلان سطو في وضح النهار على الحق والعدالة وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

 

ومضت" لكل ذلك، هي لن تمر، ولن تجد من يوافق عليها أو يقرها، أو يشارك في تنفيذها إلا من وضعها". 

 

وأشارت إلى أن "كل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع نزل إلى الشوارع ليعلن رفضه لها ومقاومتها، والكثير من العواصم العربية شهدت تظاهرات تعلن تمسكها بالحق العربي، والعديد من السياسيين والكتّاب الأجانب حذروا من نتائجها، واعتبروها «هدية» انتخابية، تشكل تهديداً للأمن والسلام في المنطقة، وتجاوزاً لقرارات الشرعية الدولية وأسس العدالة وشرعة حقوق الإنسان". 

وذكرت "قبل أيام قال العرب كلمتهم بصراحة في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة «لا لصفقة القرن»، و«فلسطين قضية العرب المركزية»، ولا بد من إقامة الدولة الفلسطينية على كافة أرضها المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها مدينة القدس الشرقية، وإن قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هي وحدها أساس أية تسوية، وكل ما عداها عبث". 

ويوم أمس (الاثنين)، أكدت الدول الإسلامية في الاجتماع الطارئ الذي عقدته منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية في جدة، رفضها للصفقة وعدم التعامل معها «لأنها لا تنسجم مع الحقوق الشرعية وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وفق ما أقرته الشرعية الدولية». وشددت على «الطابع المركزي لقضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، لأن القضية واحدة والتحدي واحد، بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية. لن يكون الشعب الفلسطيني وحيداً في خط المواجهة. ولن يتمكن أحد من الاستفراد به، فالقوة الغاشمة لا تصنع حقاً، ولا تستطيع تزوير التاريخ مهما بلغت شراستها وحقدها وعنصريتها.

رفض «صفقة القرن» الأمريكية «الإسرائيلية» ليس خياراً، لأنها تستهدف تصفية القضية والاستيلاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفرض أمر واقع على الأرض تحقق فيه «إسرائيل» حلمها في بسط سيطرتها على المدينة المقدسة، والأرض، وتحويل الفلسطينيين إلى رعايا في «دولة يهودية» بانتظار التخلص منهم وتحويلهم إلى سطر في التاريخ مثلهم مثل «الهنود الحمر».

 

واختتمت "يقول التاريخ، إن الشعوب التي تستجيب للتحدي إيجابياً وتقرر النهوض من كبوتها لا بد أن تنتصر. فالتحدي هو نقطة البداية والخطوة الأولى على طريق هزيمة «صفقة القرن»".