ذكرى وفاة "أم كلثوم".. 3 صور نادرة تحكي مواقف صعبة في حياتها

ثقافة وفن

اليمن العربي

رحلت كوكب الشرق "أم كلثوم" عن عالمنا منذ 45 عاما؛ إذ وفاتها المنية في 3 فبراير 1975 عن عمر 76 عاما، ولم يفلح الغياب في طمس أعمالها الرائعة، فما زال صوتها يملأ الدنيا ومواقفها النبيلة حديث الناس.

 

أخلصت "ثومة" لفنها، وبذلت مجهودا كبيرا كي تسكن في وجدان الجماهير، وفي قصتها مواقف وأحداث صعبة عاشتها وانتصرت عليها، منذ ولادتها عام 31 ديسمبر 1898 بقرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية.

 

بدأت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، "أم كلثوم"، الغناء في الموالد الشعبية وانتهت بالوقوف على أكبر مسارح باريس. وفي ذكرى وفاتها نرصد 3 صور نادرة لكوكب الشرق وخلف كل صورة حكاية تستحق أن تروى..

 

1- مع ناصر والسادات

كانت العلاقة بين أم كلثوم والقصر في ظل الحكم الملكي وطيدة جدا، وكان الملك فاروق يقدرها ويعرف قيمتها؛ إذ غنت له ما يقرب من 14 أغنية، أطلق عليها "الفاروقيات".

 

وبلغ تقدير فاروق لكوكب الشرق أن ذهب لحضور حفل ليلة العيد عام 1944 بشكل مفاجئ وعندما اكتشفت "ثومة" الأمر غيرت في كلمات الأغنية التي تشدو بها وقالت: "يا نيلنا ميتك سكر، وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد".

 

عندما قامت ثورة 1952 تعرضت أم كلثوم للاضطهاد بسبب علاقتها بالقصر وتم عزلها من منصب نقيب الموسيقيين وتم أيضا منع أغانيها من الإذاعة المصرية بصفتها مطربة العهد البائد، وقررت أم كلثوم الاعتزال بسبب هذه المضايقات.

 

وبعد شهرين من المنع عرف جمال عبدالناصر تفاصيل الأزمة عن طريق الصاغ أحمد شفيق، ومن فرط تقدير عبدالناصر لفن وتاريخ كوكب الشرق اصطحب عبدالحكيم عامر وصلاح سالم من مجلس قيادة الثورة لإقناعها بالتراجع عن الاعتزال كما تم إلغاء قرار المنع.

 

2- ثومة وحليم

شهدت العلاقة بين أم كلثوم والمطرب عبدالحليم حافظ في فترة الخمسينات والستينات شدا وجذبا كثيرا؛ إذ كان "حليم" من أبناء ثورة 1952 ويثق في علاقاته بمجلس قيادة الثورة وموهبته أيضا؛ لذا صار نداً قوياً لكوكب الشرق في العديد من المواقف، إلا أن الخلاف بينهما وصل مداه وأحدث بينهما قطيعة طويلة عام 1964.

 

وفى هذا العام أقيم الاحتفال بثورة 23 يوليو 1952 في نادي القوات المسلحة بالزمالك، كان من المقرر أن يغني حليم بعد ثومة، وفي الحفل تألقت ثومة وقدمت وصلتين غنائيتين، الأمر الذى أغضب عبدالحليم حافظ لأنه صعد في وقت متأخر وقال ساخرا من الموقف: "شرفتني أم كلثوم بأن اختتم حفلا غنت فيه، وفي الحقيقة ما حدث يعتبر مقلبا لي". علمت أم كلثوم بما قاله حليم ولأنها ذات شخصية قوية قاطعته فترة طويلة ولم تعدل عن موقفها إلا بعدما ذهب إليها واعتذر لها.

 

3- سقوطها على مسرح باريس

لم تكن أم كلثوم مطربة عادية، بل كانت شخصية وطنية، تعشق تراب مصر ولا تتوانى عن القيام بأعمال تصب في مصلحة الوطن؛ لذا أحيت العديد من الحفلات خارج مصر لصالح دعم الجيش المصري.

 

فى نوفمبر عام 1967 ذهبت أم كلثوم لإحياء حفل غنائي كبير على مسرح الأولمبياد في العاصمة الفرنسية باريس، وقدمت باقة من أبرز أغانيها مثل "فات المعاد، وأمل حياتي"، وأثناء أداء أغنية "الأطلال" صعد أحد المعجبين إلى خشبة المسرح وحاول تقبيل قدم الفنانة الكبيرة وكانت النتيجة سقوطها على الأرض وأسرع أعضاء فرقتها الموسيقية لمساعدتها، وتعالت هتافات الجمهور لمنحها الثقة، وتمالكت أم كلثوم نفسها وواصلت حفلتها التي كان عائدها المادي يذهب للمجهود الحربي في مصر.