عرب إسرائيل يتظاهرون رفضا لـ“صفقة القرن“

اليمن العربي

تظاهر آلاف من عرب إسرائيل، وفي يد الكثير منهم أعلام فلسطين، مطلع هذا الأسبوع في بلدة باقة الغربية في إسرائيل، للتعبير عن خوفهم من أن تحرمهم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط من حقوقهم كمواطنين إسرائيليين.

ويتضمن مقترح ترامب، الذي كشفت تفاصيله الأسبوع الماضي احتفاظ إسرائيل بمستوطناتها في الضفة الغربية، لكنه أثار كذلك احتمال أن تصبح 11 بلدة حدودية عربية متاخمة للضفة الغربية جزءا من دولة فلسطين الجديدة، ما أثار قلق عرب إسرائيل الذين يشكلون 21% من سكانها.

وقال المحتج محمد بركة العضو العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، إن ”إسرائيل تريد أن تتخلص من هؤلاء المواطنين الذين يعيشون في أرضهم وفي وطنهم وفي فضائهم وفي تاريخهم“.

ومثل إخوانهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، انتقد العرب في إسرائيل خطة ترامب التي أشارت إلى حل ”الدولتين“ للصراع الممتد منذ عقود.

ويقول المنتقدون إن تسليم المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة إلى إسرائيل، مع جعل الفلسطينيين تحت سيطرة أمنية إسرائيلية، يعني استحالة إقامة دولة مستقلة يمكنها البقاء.

ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الإثنين فكرة تبادل الأراضي، قائلا: ”نحن لا نوافق إطلاقا ولا بأي حال من الأحوال على أن تضم أرض وسكان من إسرائيل إلى (فلسطين)“.

ومعظم عرب إسرائيل مسلمون ومسيحيون ودروز وهم أحفاد الفلسطينيين ممن ظلوا في وطنهم، لكن نزحوا داخليا بعد حرب عام 1948.

ويصف الكثيرون منهم أنفسهم بأنهم فلسطينيون ويعبرون من وقت لآخر عن تضامنهم مع أهالي غزة والضفة الغربية.

لكنهم يشعرون بقلق من خسارة حقوقهم وصلاتهم بالأرض، التي عاشوا عليها على مدى أجيال إذا تم نقلهم من إسرائيل إلى حكم الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقال النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، التي تهيمن عليها أحزاب عربية في إسرائيل، إن خطة ترامب أعطت الضوء الأخضر لسحب الجنسية من مئات الآلاف من العرب الذين يعيشون في شمال إسرائيل.

وقد تأججت المشاعر مطلع هذا الأسبوع في بلدة أم الفحم الواقعة على تل يطل على الضفة الغربية عبر حاجز عسكري إسرائيلي على طول حدودها الشمالية.

وقالت امرأة تدعى أم محمود وتبلغ من العمر 42 عاما، بينما كانت تشتري مستلزمات منزلها من أحد المتاجر في أم الفحم، ”أنا عربية فلسطينية ومواطنة إسرائيلية“.

وأضافت: ”لا يمكنني قبول أن يتم نقلي إلى الضفة الغربية، على الرغم من أننا متماثلون، لا يمكننا ترك أرضنا وحياتنا وتقاليدنا، على الرغم من أنهم (فلسطينيي الضفة الغربية) عائلتنا، فإن ذلك مستحيل“.

مسألة افتراضية

ذكرت خطة ترامب أن تبادل الأراضي قد يتضمن مناطق مأهولة وأخرى غير مأهولة وإعادة ترسيم لحدود إسرائيل، وبالتالي فإن ما يطلق عليه اسم ”منطقة المثلث“ ربما يصير جزءا من دولة فلسطين إذا اتفق الجانبان على ذلك.

غير أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي شارك عن كثب في وضع إطار لخطة السلام في الشرق الأوسط، نفى أن يفقد سكان البلدات العربية في إسرائيل جنسيتهم إذا صاروا في نهاية الأمر تحت السيادة الفلسطينية.

وقال للصحفيين يوم الأربعاء الماضي: ”لا يتم سحب الجنسية من أي شخص، لا نقترح ذلك“.

وعبر بعض مسؤولي الحكومة الإسرائيلية في أحاديث خاصة عن تحفظات على هذه الفكرة.