شبكة إخبارية أوكرانية: إيران تعمدت التكتم على إسقاط الطائرة

عرب وعالم

اليمن العربي

بثت شبكة إخبارية أوكرانية تسجيلا صوتيا يتضمن محادثة بين طيار إيراني وبرج مراقبة جوية تضمنت إشارة إلى علم طهران بإصابة الطائرة المنكوبة بصاروخ منذ البداية.

 

وأثارت الخطوة غضب إيران التي أعلنت على الفور رفضها مشاركة معلومات جديدة مع أوكرانيا بشأن طائرتها المنكوبة التي أسقطتها بصاروخين الشهر الماضي.

 

وأرجع مدير عام قسم الحوادث الجوية بمنظمة الطيران المدني الإيرانية حسن رضائي فر، الإثنين، قرار طهران إلى بث شبكة (يونانيان) الإخبارية الأوكرانية التسجيل السري.

 

ولفت إلى أن بلاده سلمت كييف التسجيل الصوتي الذي وصفه بالسري وفوجئت بنشره لاحقا، حسبما أوردت وكالة أنباء مهر (شبه رسمية).

 

ويؤكد محتوى التسجيل الصوتي، الذي بثه التلفزيون الأوكراني الرسمي أيضا، مساء أمس الأحد، اطلاع السلطات الإيرانية منذ اللحظات الأولى، على أن طائرة الركاب الأوكرانية من طراز بوينج 737، التي كان على متنها 176 شخصا أصيبت بصاروخين.

 

وتحدث فيه (التسجيل الصوتي) قائد طائرة إيرانية تابعة لشركة آسمان المحلية كانت تحلق من شيراز صوب طهران قرب الطائرة المنكوبة، التي أسقطت بعد دقائق من إقلاعها، عن مشاهدته ضوء صاروخ أطلق قرب مطار بيام (يقع في مدينة كرج على بعد 40 كم من طهران).

 

وأعقب الضوء حدوث انفجار كبير، وفق محتوى التسجيل الصوتي، قبل أن يبلغ الطيار المراقب الجوي في حينه، ليخبره الأخير بالفارسية بدلا من الإنجليزية التي تحدثا بها في بداية التسجيل (تصل مدته لـ 5 دقائق) أن كل شيء على ما يرام وبإمكانه الهبوط بطائرته في طهران.

 

وذكر رضائي فر أن التسجيل الصوتي سلمته إيران ضمن وثائق أخرى كانت لدى فريق التحقيق المشترك بالحوادث الجوية إلى الخبراء الأوكرانيين، على حد قوله.

 

واعتبر المسؤول الإيراني أن هذه الخطوة من جانب أوكرانيا ستدفع بلاده إلى عدم تسليم كييف وثائق أخرى بشأن حادث الطائرة المنكوبة.

 

وأكد مسؤولون أوكرانيون أن نص المحادثة بين الطيار الإيراني وبرج المراقبة الجوية، تثبت أن إيران كانت على علم بإصابة صاروخ لطائرة الخطوط الجوية الأوكرانية، وفق إذاعة فردا التي تبث بالفارسية من التشيك.

 

وأنكر مسؤولون رسميون إيرانيون لمدة 3 أيام نبأ إسقاط الطائرة المنكوبة من قبل مليشيا الحرس الثوري الإيراني؛ حيث ردد بعضهم أقاويل تتبنى نظرية المؤامرة بشأن الحادث قبل الاعتراف رسميا بالمسؤولية عن الحادث بدعوى خطأ بشري.

 

ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، الشهر الماضي، إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بـ"خطأ لا يغتفر"، متوعدا بإجراء مزيد من التحقيقات لكن لم يظهر أي منها للعلن، فضلا عن تفاصيل الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة حتى الآن.

 

وفي هذ الصدد، نشرت محطة إيران إنترناشونال، التي تبث بالفارسية من بريطانيا، معلومات جديدة تقول فيها إن مليشيا الحرس الثوري الإيراني تعمدت التكتم على نبأ إسقاط الطائرة الأوكرانية، 8 يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وأضافت إيران إنترناشونال، في تقرير لها، أن قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي اطلع على تفاصيل بشأن إسقاط الطائرة بصاروخ من جانب قائد القوة الجوية فضائية بالمليشيا أمير علي حاجي زادة، لكن الأول حذر الأخير من نشر الخبر والتكتم عليه تماما.

 

وأشارت المعلومات، التي حصلت عليها المحطة الناطقة بالفارسية، إلى أن سلامي أبلغ حاجي زادة أن التكتم على إسقاط الطائرة الأوكرانية أمر عسكري من قائد أعلى، وفق قوله.

 

وأوضح التقرير أن جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري رفع تقريرا في اليوم التالي لحادث الطائرة المنكوبة مباشرة، 9 يناير/كانون الثاني الماضي، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، تضمن إسقاطها (الطائرة الأوكرانية) بصاروخ.

 

واستطرد أن اجتماعا عقد داخل مجلس الأمن القومي الإيراني، مساء 10 يناير/كانون الثاني الماضي، بحضور روحاني وقادة الحرس الثوري تمخض عن إعلان نبأ إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ من الدفاعات الجوية لمليشيا الحرس الثوري.

 

وتحطمت طائرة ركاب مدنية عملاقة من "طراز بوينج 737" تتبع الخطوط الجوية الأوكرانية في إيران، مطلع الشهر الماضي، حيث أسفر الحادث عن مصرع 176 شخصا كانوا على متنها.