كيف حاولت قطر إجهاض إرادة الشعب السوداني؟

عرب وعالم

اليمن العربي

سعت قطر منذ إنطلاق إنتفاضة الشعب السوداني للتغيير والإصلاح الإقتصادي، على إجهاض هذه الإرادة بمحاولة إعادة إنتاج نظام الإخوان ليتولى زمام المسؤولية بدلاً عن النظام الذي أطاح به الجيش السوداني إستجابة لإرادة الشعب .

 

ورعت قطر محاولة إندماج عدد من القوى السياسية الموالية لها في حزب واحد، وضمت تلك الأحزاب المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول) بجانب حزب الإخواني الراحل حسن الترابي "المؤتمر الشعبي" وحركة "الإصلاح الآن" التي أسسها مستشار البشير سابقا غازي صلاح الدين، ومنبر السلام العادل الذي يقوده خال الرئيس المعزول الطيب مصطفى، واتحاد تيار الأمة الإخواني المؤيد لداعش محمد علي الجزولي.

 

وكانت قطر تريد بكل ما تملك نجدة نظام الإخوان الذي كتب الجيش السوداني نهايته، تجلت تدخلات الدوحة، وفقاً لمهتمين في توجيه بوقها الدعائي المسمى بـ"الجزيرة" للتقليل من الحراك الشعبي ضد الرئيس المخلوع عمر البشير في بادئ الأمر لقتله في مهده، ولكن بعد تصاعد الاحتجاجات والإطاحة برؤوس نظام الإخوان لجأت قطر إلى أساليب تبدو تخريبية لإجهاض ثور الشعب السوداني في مواجهة الحركة الإسلامية السياسية.

 

وأكدت المصادر أن قطر وتركيا تعهدتا بتوفير الدعم اللوجستي اللازم لهذا التحالف الجديد، الذي لفظه الشعب السوداني وقواه الحية، حيث يقود احتجاجات منذ 4 أشهر ترمي في الأساس لتطهير البلاد من الحركة الإسلامية السياسية التي طالما ارتبط اسمها بالقمع والفساد.

 

المخطط القطري الذي برز ملامحه إلى الأفق، أثار مخاوف من أن يقود إلى تحرك مضاد يجهض تقدم السودانيين في طريق تحقيق السلام والتحول الديمقراطي، الذي ظلوا يكافحون لأجله منذ أن صعد الرئيس المخلوع عمر البشير السلطة بانقلاب عسكري مسنوداً بالحركة الإسلامية السياسية عام 1989م، لكن ثمة من يؤكد أن هذه المحاولات بائسة وسيكون مصيرها الفشل.

 

ومن أصحاب هذا الرأي القيادي في حزب البعث السوداني محمد وداعة، الذي جزم بأن تنظيم الإخوان الإرهابي كله يعاني من انحسار كما هو الحال في السودان ومصر وتركيا، التي كانت انتخابات البلدية الأخيرة التي أجرت فيها خير دليل، لكونها شكلت صفعة قاسية لحزب الرئيس رجب طيب أردوغان.