أطماع أردوغان الاستعمارية تنسف خطوات السلام في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

وصف محللون سياسيون تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة بأنه يريد استعمار ليبيا، في وقت رصدت قوات الجيش الليبي إمدادات عسكرية قادمة من أنقرة وتسلمتها مليشيات طرابلس.

 

وأوضح المحللون أن تأكيد أردوغان على أنه ليس طرفا في الهدنة ضربت كل الجهود الدولية بعرض الحائط. وتؤكد مساعيه الحقيقية في عرقلة كل جهود إحلال السلام التي سعى لها المجتمع الدولي في موسكو وبرلين.

 

وصرح أردوغان، الجمعة، بأنه ليس طرفا في الهدنة بليبيا، وأنه ليس له علاقة بها، مدعيا أن وجوده في ليبيا بناء على طلب من حكومة فايز السراج.

 

وقال النائب علي السعيدي القايدي أن تصريحات أردوغان تظهر الوجه الحقيقي للمؤامرة التي يرعاها مع حلفائه في حكومة الوفاق غير الشرعية.

 

وتابع السعيدي مند أول يوم للمؤامرة على ليبيا كان رجب طيب أردوغان أبرز قادتها ومخططيها، لاعتقاده أنه سيستطيع السيطرة على ليبيا ومقدراتها ومصرفها المركزي، لتحويلها بيت مال لتمويل حملاته ضد الأشقاء العرب.

 

وأكد السعيدي أن أردوغان اصطدم بالجيش الليبي، الذي قوض أطماعه مما جعله يقوم بخطوات استعمارية غير مدروسة تبدأ بإنزاله للجنود الأتراك والمرتزقة في موانئ وقواعد المناطق القليلة المتبقية في جيوب الوفاق لتعزيز جبهاتهم.

 

من جانبه قال المحلل السياسي الليبي محمد الترهوني "أن محاولة أردوغان لجعل طرابلس موصل أو إدلب جديدة لن تنجح، فالقيادة العامة للجيش الليبي على دراية تامة بكل تحركاتهم ومخططاتهم".

 

وأكد الترهوني أن أردوغان الذي أعلن أنه اليوم في حل من أي هدنة سينتهي به المطاف أمام واقع مرير، وهو واقع الهزيمة الحتمية أمام الجيش الليبي الذي أثبت للعالم وللشعب الليبي أنه باستطاعته الاعتماد عليه لكونه مؤسسة منضبطة.

 

وأنهى الترهوني أن التحليل المنطقي الوحيد لهذه المؤتمرات والهدنة هو عنصر الوقت الذي حاول العدو الاستفادة منه لتعزيز بعض جيوب العاصمة، لكن الجيش الليبي يقض لكل التحركات وسيكون رده قاسيا في حال فكر الأتراك والمرتزقة في اختراق الهدنة.

 

فيما اعتبر المحلل السياسي والباحث المختص بالشأن الليبي محمد قشوط أن الهدنة منتهية أصلا كون أردوغان أخل بالاتفاق وخرق الهدنة الموقعة في 12 يناير الجاري، وأرسل شحنات السلاح والدخائر على مدار يومين، رغم تعهده في مؤتمر برلين بإيقاف الدعم.

 

واعتبر قشوط اتفاق برلين وموسكو منتهيين شكليا، خصوصا بعد التحركات العسكرية الأخيرة في المنطقتين الوسطى والغربية.

 

وأضاف قشوط لم يتبق من مؤتمر برلين إلا دعوة لجنة الـ5 + 5 العسكرية، والتي لم تقدم القيادة العامة للجيش أي رد بالموافقة النهائية بخصوصها، ولا أعتقد حسب المتوقع أنها ستوافق.

 

وخرقت المليشيات الموالية لتركيا الهدنة المقترحة في موسكو في 12 يناير الجاري أكثر من ٣٧ مرة متتالية، بهجومها على تمركزات الجيش الليبي في أغلب محاور العاصمة الليبية طرابلس، وقصفها الأحياء المدنية بالأسلحة الثقيلة.

 

ودخلت تركيا بشكل مباشر على خط المواجهات بين الجيش الليبي ومليشيات حكومة الوفاق غير الدستورية، وقدمت دعما عسكريا يتمثل في مدرعات حديثة الصنع نوع "كيربي" و طائرات مسيرة من نوع "بيرقدار".

 

وبعد توقيع ما يعرف بالاتفاقية البحرية بين أردوغان والسراج أنزلت تركيا ما يقارب 2700 مرتزق سوري وزعتهم على أغلب محاور القتال بالعاصمة طرابلس، بالإضافة لمنظومة دفاع جوي نشرتها على أغلب خطوط التماس، وفي الجانب العسكري بقاعدة معيتيقة.

 

وكان الجيش الليبي أطلق عملية طوفان الكرامة لضرب أوكار الإرهاب والمرتزقة في المنطقة الغربية والوسطى، ونجح في تحرير مدينة سرت واستعادة رقعة كبيرة من خارطة المنطقة الغربية والدخول لحي الهضبة وطريق السدرة بوسط العاصمة طرابلس.