كاتب يكشف فشل المخططات القطرية وهو ما أجبرها على الانتقال إلى عمق الوسط الأفريقي

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الكاتب، خوسيه لويس مانسيا بعد تنازل أمير قطر الشيخ، حمد بن خليفة آل ثاني عن العرش طواعية لصالح نجله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 25 يونيو 2013، تسلم الأمير الجديد من والده مخططات التغلغل في أفريقيا. وتعتمد تلك المخططات على تنظيم الإخوان المسلمين من خلال إيواء قادته أو عن طريق مؤسسة قطر للخير بهدف تأسيس "الاتحاد الإسلامي بشمال أفريقيا".

 

وأضاف في مقال نشره موقع" العين الإخبارية"من البديهي أن الأمير ليس هو من يتخذ جميع القرارات بل يتخذها المستشارون الذين تم التعاقد معهم. فإذا تعاقدت مع قُطّاع الطرق فعليك التعامل مع قراراتهم، والوقت هو الكفيل بوضع الأشياء في موقعها.

 

وتابع "وفي ديسمبر سنة 2010 استعملت قطر آخر أوراق مخططها المتمثلة فيما يسمى الربيع العربي. ولأجل ذلك، كانت قد عملت كثيراً (منذ سنة 1995) على إدخال الإخوان المسلمين أو فروعهم في البلدان التي ترغب في التأثير عليها، بينما اكتفت في حالات أخرى بلعب دور دولة الخير والتضامن أو عن طريق زرع الفتن والقلاقل لتحقيق أهدافها لاحقاً.

 

ومضى "وبالتفكير ملياً في كل التكتيكات والاستراتيجيات القطرية من أجل التأثير على السلطات في بعض البلدان، يتضح أن مثل تلك الممارسات هي أقرب إلى الأفعال المافيوية المنسوبة لقُطّاع الطرق بشيكاغو خلال القرن المنصرم. ومن الطبيعي أن تبحث البلدان عن مصالحها في المجال الاقتصادي، الاجتماعي أو العسكري، لكن من غير المعقول ألا تولي أي اهتمام يُذكر للقتلى الذين يسقطون نتيجة تنفيذ مخططاتها. وفي هذا السياق، يُعدّ تدمير بلدان مثل ليبيا، مالي، بوركينا فاسو أو نيجيريا، مثالاً حيا في إفريقيا لوحدها.

 

وشدد وكان لدى العارفين باستراتيجية قطر بهدف الوصول للتأثير، أمل في انتقال السلطة من الأب إلى الابن سنة 2013 عن طريق تغيير النهج وتحسين نواياها. لكن حدث العكس، فالابن بدا أكثر جشعاً من الأب، فهو يريد كل شيء بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم سنة 2022 الذي لم يتردد في استعمال الأساليب المافوية للفوز بتنظيمه.

 

ويقول من البديهي أن الأمير ليس هو من يتخذ جميع القرارات، بل يتخذها المستشارون الذين تم التعاقد معهم. فإذا تعاقدت مع قُطّاع الطرق فعليك التعامل مع قراراتهم والوقت هو الكفيل بوضع الأشياء في موقعها. ومع مرور الزمن تتكشف كل المناورات القطرية التي ستدفع الدوحة ثمنها غالياً في قادم الأعوام.

 

وبحسب الكاتب ولم يدرك الأمير القطري أن أردوغان، درعه المخلصة ما دام يدفع له، بات تاريخ انتهاء صلاحيته وشيكاً. وعندما يحدث ذلك، فإن الأمير لن يجد بلداً بإمكانيات تركيا يقوم نيابة عنه بتلك الأعمال القذرة. هذه اللحظة توشك على الوصول وقطر تخسر مخططاتها الهادفة للتوغل في شمال أفريقيا. وستكون نتائج الانتخابات في كل من الجزائر وتونس وليبيا بمثابة مؤشر على فشل المخططات القطرية وهو ما أجبرها على الانتقال إلى عمق الوسط الأفريقي، أي إلى القرن الأفريقي. وهي تحاول التموقع هناك لأنها ربما تدرك أن لعبتها بشمال أفريقيا قد انتهت. وبدل أن يساعدها ذلك، تجد نفسها كما لو كانت في سباق مع بلدان أخرى بالقرن الأفريقي. كل ذلك يقودها فقط إلى تشويه علاقاتها بتلك البلدان.

 

ما ينتظره العالم من قطر ليس تنظيمها لبطولة التزلج سنة 2030، بل التعاون مع البلدان التي تهتم بتنميتها وتطورها، حيث ستجد التقدير والعرفان مدى الحياة من تلك الدول، سواء من قادتها أو مواطنيها وبذلك قد تحقق أهدافها. لا أحد يرغب في مزيد من الموت عبثاً والذي لا ينتج عنه سوى اللجوء والنزوح.

 

بالنسبة لقطر. عفواً لقائدها، فإن الوقت ينفد وإذا لم يغير سلوكه ومستشاريه فسيخلد في الكتب كالحاكم الأكثر أناقة، الأكثر ثراءً والأسوأ في التاريخ الحديث.