مليشيات الحشد تعتقل مئات المتظاهرين في بغداد وجنوبي العراق

عرب وعالم

اليمن العربي

كثفت مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران في العراق من حملة الاعتقالات التي تشنها ضد المتظاهرين والناشطين العراقيين، فيما دعت اللجنة المنظمة لمظاهرات "ثورة تشرين" إلى رفع شعارات مناهضة لإيران خلال مليونية الجمعة المقبل في بغداد والمحافظات الجنوبية. 

وشهدت مدن بغداد والبصرة وذي قار والكوت والنجف والديوانية حملة اعتقالات واسعة ومداهمات ليلية شنتها مليشيات الحشد الشعبي، وفي مقدمتها مليشيات كتائب حزب الله العراق وعصائب أهل الحق وبدر ضد المتظاهرين والناشطين أسفرت عن اعتقال المئات منهم.

 

 وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم ذكر اسمه: "نفذت فصائل الحشد حملة اعتقالات واسعة في بغداد وغالبية مدن الجنوب واعتقلت المئات من المتظاهرين والناشطين ونقلتهم إلى سجونها الخاصة التي تقع في مقرات الحشد للتحقيق معهم".

 

وفي السياق ذاته، ذكرت عائلات عدد من المعتقلين في بغداد والبصرة لـ"العين الإخبارية" أنهم منعوا من مقابلة أبنائهم من قبل المليشيات عند مراجعتهم مقرات الحشد لمعرفة مصيرهم، كاشفين عن تعرض المعتقلين للتعذيب وتلفيق التهم وإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يقدموا عليها.

 

في غضون ذلك، شنت مليشيات الحشد والقوات الأمنية العراقية الخاضعة لسيطرتها ليل الأربعاء، هجوما على المتظاهرين في ساحة الوثبة وسط بغداد مستخدمة الرصاص الحي وقنابل الغاز والدخان، محاولة اقتحام الساحة والتوجه باتجاه ساحة التحرير التي تحتضن خيم المعتصمين العراقيين، لكنها تراجعت أمام المتظاهرين الذين منعوا القوات المهاجمة من التقدم.

 

وكشفت الدكتورة ميساء جواد الطبيبة في المديرية العامة لصحة بغداد لـ"العين الإخبارية": "استقبلت المستشفيات القريبة من ساحة التحرير أكثر من ١٥ جريحا، إصابة اثنين منهم بليغة"، مضيفة أن غالبية الجرحى أصيبوا جراء تعرضهم للرصاص الحي الذي استخدمته القوات المهاجمة.

 

وأمهل رئيس الجمهورية برهم صالح، الأربعاء، الأطراف السياسية العراقية إلى السبت، لتقديم مرشح "غير جدلي" لرئاسة الوزراء خلفا لرئيس الحكومة المستقيل عادل عبدالمهدي.

 

 

وأضاف صالح في رسالة إلى الكتل النيابية العراقية: "إنني أدعوكم ككتل نيابية معنية بترشيح رئيس مجلس الوزراء، إلى استئناف الحوار السياسي البنّاء والجاد من أجل الاتفاق على مرشح جديد لرئاسة مجلس الوزراء يحظى برضا شعبيّ، ورفعه إلى رئاسة الجمهورية من أجل إصدار أمر التكليف".

 

وتابع صالح: "إذا لم تتمكن الكتل المعنية من حسم أمر الترشيح، أرى لزاماً علي ممارسة صلاحياتي الدستورية من خلال تكليف من أجده الأكثر مقبولية نيابياً وشعبياً".

 

وتزامنا مع رسالة رئيس الجمهورية، واصلت اللجنة المنظمة لمظاهرات تشرين الأربعاء استعداداتها لتنظيم مظاهرات مليونية في ٣١يناير/كانون الثاني الحالي، في بغداد ومدن الجنوب ضد هجمات المليشيات والنفوذ الإيراني في العراق.

 

وقالت اللجنة المنظمة في بيان للمتظاهرين: "ارفعوا أصواتكم الرافضة للاحتلال الإيراني وكل ما يرتبط به من سياسيين ومليشيات وأحزاب"، مشددة على أن الاحتجاجات التي تشهدها العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الآن تطالب بالحرية وليس الإصلاح، موضحة: "فساد الأحزاب لا يمكن إصلاحه إنما إسقاطه".

 

وتواصل مليشيات الحشد الشعبي استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ضد المتظاهرين في العراق، الأمر الذي تسبب وبحسب إحصائيات رسمية صادرة عن الحكومة العراقية في مقتل أكثر من 700 متظاهر وإصابة أكثر من 26 ألف آخرين خلال نحو 4 أشهر من انطلاقة المظاهرات في بغداد ومدن جنوب العراق.