أبوالغيط: اجتماع السبت لبلورة موقف عربي موحد بشأن "خطة ترامب"

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الأربعاء، إن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، المقرر السبت المقبل، يهدف إلى بلورة موقف عربي موحد بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".

 

وأعرب أبوالغيط، خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن ثقته بالتفاف الدول العربية واتفاقها على رؤية مشتركة حول القضية الفلسطينية التي تعد قضيتهم المركزية، وسيتمسكون بحقوق الشعب الفلسطيني على حدود 4 يونيو/حزيران١٩٦٧.

 

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن تحقيق السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرهون بإرادة الطرفين وليس بطرف دون آخر، وأن خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي تعكس رؤية أمريكية غير ملزمة.

 

وأضاف: "نعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل دقيق.. ومنفتحون على أي جهد جاد يبذل من أجل تحقيق السلام.. لكن القراءة الأولى للخطة الأمريكية تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة في أرضهم".

 

 

وجدد أحمد أبوالغيط إدانته للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية خاصة من قبل تركيا وإيران.

 

وقال إن "المنطقة العربية تعرضت لهزة كبرى منذ ٢٠١١، وترتب على ذلك فراغ سياسي وضياع الدولة الوطنية العربية"، مضيفاً أنه" في ظل هذا الفراغ برزت قوى عالمية لتشكيل المنطقة، وأخرى إقليمية تريد تشكيلها أيضاً.. لذلك تعرض الجسد العربي لتدخلات إيرانية تركية خاصة في سوريا وليبيا واليمن والعراق".

 

وفي هذا الصدد، طالب أبوالغيط تركيا وإيران باحترام الفضاء العربي ومساعدة الدول العربية لاستعادة الدولة الوطنية وليس مجرد تحقيق مصالح ومكاسب على حساب تلك الدول.

 

وقال إن المنطقة العربية تمر حالياً بوضع مأساوي، موضحاً أنه "في عام ١٩٦٧ كان العدو أجنبي لكن اليوم نقتل أنفسنا بأنفسنا".

 

وشدد أبوالغيط على أن التغيير في المنطقة العربية لا بد أن يكون من داخلها وليس خارجها، لافتاً إلى أن الجامعة العربية رغم تعرضها لضربات مميتة فإنها طالبت في اجتماعاتها بضرورة وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

 

وأوضح أن الجامعة العربية تضم ٢١ دولة منها ١٢ دولة متوقفة عن تسديد مساهماتها في ميزانية الجامعة، موضحاً أنه حتى نهاية ٢٠١٩ تم تسديد 45.5% من ميزانية الجامعة فقط، متسائلاً: "كيف نستطيع أن نعمل في هذه الظروف؟".

 

وتطرق أبوالغيط للخسائر التي تعرضت لها العديد من الدول العربية في ظل ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي"، مشيراً إلى أن سوريا فقط تحتاج إلى إعادة إعمار تقدر قيمتها ما بين ٧٠٠ إلى ٩٠٠ مليار دولار.

 

 

وعن الأزمة الليبية، قال أبوالغيط إن الجامعة تجدد رفضها التدخلات الأجنبية في ليبيا، لأن الوضع الليبي بالغ الدقة والحساسية والخطورة، ولا بد من حل سريع لهذه النزاعات الداخلية لحماية وحدة الليبيين.

 

وفيما يتعلق بالعراق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن استخدام العنف تجاه المتظاهرين لن يمثل مخرجاً للأزمة العراقية، معرباً عن أمله في أن تسود الحكمة، وأن يتم نزع فتيل التصعيد الحالي؛ تجنباً لانزلاق البلاد إلى أوضاع سيئة.

 

وأكد أن التدخلات الخارجية في الشأن العراقي أوصلته إلى حالة غير مسبوقة من الاستقطاب، وجعلته حلبة صراع لأطراف إقليمية ودولية، ما تتسبب في معاناة كبيرة للعراقيين، منوهاً بأن "العراقيين لا يرغبون في رؤية بلادهم مسرحاً لتصفية الحسابات أو حروب الوكالة".

 

ووجّه حديثه للعراقيين، قائلاً: "عليكم وضع مصلحة العراق أولاً، ومعالجة الأزمة السياسية الحالية عبر الحوار والوسائل السلمية"، مشيراً إلى أن منع التدخل الخارجي في هذا البلد يسهم في تهدئة الأوضاع والتوصل إلى الحلول السياسية المطلوبة.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط.

 

وأوضح ترامب أن رؤيته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مختلفة عن الرؤى السابقة، مؤكداً أنها تقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل. 

 

وأضاف أن: "الولايات المتحدة ستعترف بالمستوطنات كجزء من إسرائيل". 

 

وزعم الرئيس الأمريكي أن خطته ستحقق الازدهار للفلسطينيين وتقضي على احتياجهم للمعونات، كما ستحقق تلك الخطة، بحسب ترامب، أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين خلال عام واحد. 

 

كما زعم أن خطته للسلام ستمنح الفلسطينيين ضعف مساحة الأراضي المعروضة عليهم سابقاً، موجهاً حديثه لنظيره الفلسطيني قائلًا: "إذا اخترت طريق السلام فالولايات المتحدة والعديد من الدول ستعاونك طول الطريق". 

 

ومن جانبه أعلن نتنياهو موافقته على التفاوض مع الفلسطينيين على أساس خطة ترامب للسلام.

 

وفي رد فعل مباشر تظاهر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة؛ احتجاجاً على خطة الرئيس الأمريكي، معلنين رفضهم هذه الخطة وتمسكهم بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين.