صحيفة فرنسية تكشف أطماع أردوغان في أفريقيا

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت صحيفة فرنسية عن أطماع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، في القارة الأفريقية، مؤكدة أنه يسعى لاستغلال موارد دول القارة.

 

ورأت "لوموند" أن زيارة أردوغان إلى السنغال في إطار جولته الأفريقية بعد الجزائر وجامبيا، تكشف أطماعه الأفريقية، في محاولات غزو ليبيا.

 

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن زيارة أردوغان للسنغال الواقعة غربي أفريقيا هي الثالثة له منذ عام 2016.

 

وأشارت إلى أنه على مدار السنوات العشر الماضية، أصبحت تركيا شريكا تجاريا للسنغال، بمشروعات خاصة في أعمال البنى التحتية، الأمر الذي يعكس طموح أردوغان التوسعي في أفريقيا.

 

وأضافت "لوموند" أن تركيا حصلت فعليا على عطاءات تنفيذ مشروعات البنى التحتية الرئيسية في السنغال، منها: بناء مركز عبده ضيوف الدولي للمؤتمرات، وقصر داكار الرياضي، وفندق راديسون في ديامناديو، والمدينة الجديدة التي تقع على بعد 30 كم من العاصمة؛ والمشاركة في تنفيذ القطار السريع الإقليمي، وإدارة مطار "بليز ديان" الدولي لمدة 25 عامًا.

 

ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن الشركات التركية تواصل الحصول على عطاءات وامتيازات سنغالية، موضحة أنه في عام 2018، تم الاستحواذ على 29 مشروعا بقيمة أكثر من 460 مليار فرنك أفريقي (أكثر من 700 مليون يورو).

 

ولفتت الصحيفة إلى أن حجم التدفقات التجارية بين السنغال وتركيا كانت تتزايد بسرعة عالية، لرفع حجم التجارة إلى 400 مليون دولار على المدى القصير، أي ما يقرب من ضعف المبلغ في عام 2018 (250 مليون دولار) و4 مرات أكثر من عام 2012 (113 مليون دولار).

 

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث السنغالي بمركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية في باريس، وبكلية العلوم السياسية في بوردو عمر سال، قوله: "منذ إطلاق النظام التركي برنامج الانفتاح على أفريقيا عقب تولي حزب الحرية والعدالة السلطة في تركيا، تسارعت خلال الفترة الأخيرة نفوذ أنقرة في عدة دول أفريقية بينها السنغال.

 

وأوضح الباحث السنغالي أن "النظام التركي يلعب على جميع الجبهات في أفريقيا لبسط نفوذه في جميع أنحاء القارة"، مشيراً إلى أن "الأتراك يعتنون بصورتهم في القارة بالتمويل المبطن للمشروعات الثقافية والرياضية والمساجد في أفريقيا، كإحدى أذرع القوى الناعمة التركية في القارة".

 

وأضاف: "التوغل التركي لا يشمل الشؤون المالية فقط، إنما عسكرياً وثقافياً إذ أعلنت أنقرة عن إنشاء مركز ثقافي تركي".

 

ودلل على نماذج القوة الناعمة التركية في أفريقيا أنه "في عام 2018، منحت مؤسسة ديانيت التركية غانا واحدا من أكبر المساجد في غرب أفريقيا، بسعة 5 آلاف شخص، ومدرسة للأئمة، وفي نهاية عام 2019، افتتحت جيبوتي أكبر مسجد في البلاد، بتمويل من ديانيت.

 

وتابع: "في الكاميرون، تم بناء مجمع "جابوما" الرياضي في دوالا، والذي سيستضيف كأس الأمم الأفريقية 2021، من قبل مجموعة يانجان التركية وبتمويل من ترك إكسيم بنك التركي، بقيمة 116 مليار فرنك أفريقي".

 

 

 

وأوضح: "من خلال شبكة تضم 41 سفارة و20 مكتبًا من وكالة التعاون التركية (تيكا)، تمتد شبكة النفوذ التركي عبر القارة".

 

في المقابل، تحرص داكار على علاقتها مع أردوغان؛ إذ استجابت لطلب النظام التركي بإغلاق المدارس التركية التابعة للداعية فتح الله غولن.

 

ورأى الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية أن أردوغان أراد تغيير استراتيجيته في إيجاد بدائل عن رفض أوروبا انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي بسبب سياساته، لذا سعى للتحول نحو أفريقيا، للخروج من عزلتها الأخيرة.

 

وكان الرئيس التركي قد أعلن التدخل العسكري رسمياً في ليبيا، لدعم حكومة فايز السراج في طرابلس مقدماً الدعم لمليشيات وتنظيمات إرهابية لمواجهة الجيش الوطني الليبي، في محاولة لوضع قدمه في إحدى أكبر دول القارة الأفريقية، بحسب الصحيفة.

 

ولفتت "لوموند" إلى أن "السنغال تعتبر تركيا سوقا مهما لتصدير منتجاتها الأساسية مثل الأسماك والخامات (الزركون والتيتانيوم)، من بين "الأفضل في العالم"، ومع ذلك، فإن الميزان التجاري يميل إلى حد كبير لصالح أنقرة"، مضيفة أنه "في عام 2017، استوردت السنغال بقيمة 125 مليار فرنك أفريقي، مقابل تصدير منتجات قيمتها مليار فرنك أفريقي فقط".