قمة مجموعة العشرين ودورها في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي

مجموعة العشرين هي منتدى رئيسي لمناقشةالقضايا المالية العالمية التي تشمل أعضائها الاقتصادات المتقدمة والناشئة، تعمل المجموعة على تنسيق السياسات بين أعضائها من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي والنمو المستدام، كما أنها تعمل على تعزيز الروابط المالية بهدف تقليص المخاطر ومنع الأزمات المالية في المستقبل، وعلى الرغم من أنها ليست هيئة تشريعية أو قانونية إلا أن اجتماعاتها تساعد في تشكيل السياسة المالية داخل كل بلد من البلدان الأعضاء فيها.

ما هي مجموعة العشرين؟ ومتي تأسست؟

تتكون مجموعة العشرين من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من19  دولة من أكبر اقتصادات العالم، بما في ذلك اقتصادات العديد من الدول الناشئة إلى جانب الاتحاد الأوروبي.

نظرًا لأن مجموعة العشرين هي منتدى وليس هيئة تشريعية، فإن اتفاقياتها وقراراتها ليس لها أي تأثير قانوني، ولكنها تؤثر على سياسات الدول والتعاون العالمي، وذلك لأن اقتصادات دول مجموعة العشرين مجتمعة تمثل حوالي 85% من إجمالي الناتج العالمي و 80 ٪ من التجارة العالمية.

تأسست مجموعة العشرين في عام 1999، عندما اجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لسبع دول صناعية رئيسية والذين يمتلكون أكثر العملات تداولا في سوق الفوركس (كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) في واشنطن في أعقاب المالية عام 1997 -1998،حيث كشفت عن ضعف النظام المالي الدولي في سياق العولمة الاقتصادية وأظهرت أن البلدان النامية الرئيسية لم تشارك بشكل كاف في المناقشات والقرارات المتعلقة بالقضايا الاقتصادية العالمية.

عُقد الاجتماع الأول لزعماء مجموعة العشرين في الولايات المتحدة يومي 14 و 15 نوفمبر 2008، حيث وافق القادة على خطة عمل لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي ومنع الأزمات في المستقبل، في ذلك الوقت كان على مجموعة العشرين أن تلعب دورًا محوريًا في الاستجابة للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، كان الهدف الرئيسي من رفع مستوى المناقشات داخل مجموعة العشرين هو التعامل مع الوضع الحالي ووضع إطار لمنع الأزمات المالية في المستقبل، مع ضمان الاستدامة والنمو العالمي المتوازن وإصلاح بنية الحوكمة العالمية.

ما الذي حققته مجموعة العشرين للاقتصاد العالمي منذ أزمة عام 2008؟

كان لها دور بارز ورئيسي في اخراج العالم من الأزمة الاقتصادية العالمية في الفترة 2008– 2010

في عام  2009عندما عقدت المملكة المتحدة قمة خاصة، حيث نظم رئيس الوزراء"جوردون براون" صفقة اتفق فيها زعماء العالم على ضخ 1.1تريليون دولار من المساعدات المالية في لدعم الاقتصاد العالمي، أحرزت مجموعة العشرين حتى الآن تقدمًا مهمًا في إعادة تشكيل حوكمة التمويل العالمي من خلال تطبيق سياسات التحوط الكلي، وزيادة قدرة صندوق النقد الدولي على الإقراض وجمع معلومات على نطاق واسع بشأن النظام المصرفي المظلم، في نفس الوقت كان الافتقار إلى إصلاحات صندوق النقد الدولي مخيبا للآمال، فقد لعبت مجموعة العشرين أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز النظام المالي الدولي بما في ذلك تحسين التنسيق بين البلدان.

هل نجحت مجموعة العشرين في مساعدة 19 دولة على التوفيق بين سياساتها الداخلية ؟

منذ عام 2009 رسخت مجموعة العشرين نفسها كمنتدى لا يقدر بثمن، مما سمح لقادة الاقتصادات الكبرى في العالم بالعمل سويًا من أجل رفع النمو بطرق تدعم بعضها بعضًا وإصلاح النظام المالي العالمي للمساعدة في منع الأزمات المستقبلية من خلال تمكين البلدان من محاذاة سياساتها المحلية تجاه القرارات التي تتخذها المجموعة عبر الاجتماعات ومؤتمرات القمة على المستوى الوزاري.

على سبيل المثال، ركزت القمة الأولى في على تعزيز التنظيم المالي مع الاتفاق على خطة عمل من 47 نقطة لتحسين التنظيم المالي على المدى المتوسط، ركزت قمة لندن في عام 2009 على تدابير تحفيز مالية ونقدية بمبلغ 1.1 تريليون دولار أمريكي لتجنب تهديد الكساد العالمي.

Source: https://www.facebook.com/g20org