"الخليج": التحدي الذي يمثله الغزو التركي المعلن والسري يتجاوز قدرات أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "يبدو أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجيد شتى أشكال الحروب المعلنة والسرية، ولا يخجل من استخدام أكثر الأساليب وضاعة وقذارة لتحقيق أهدافه، بدءاً من الغزو غير الشرعي للدول الأخرى، وتهريب المرتزقة، وتجييش الإرهابيين، وانتهاك سيادة الدول، وصولًا إلى عمليات التجسس الإلكتروني التي كشفت فصولها مؤخراً، وأكدت وفق وكالة رويترز، أن هجمات واسعة عبر الإنترنيت استهدفت حكومات ومؤسسات في أوروبا والشرق الأوسط، يقف وراءها متسللون يعملون لحساب الحكومة التركية".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم الأربعاء تابعها "اليمن العربي"  أي أن عمليات التجسس هذه تتم بمعرفة الحكومة التركية وتحت إشرافها.

 

وتابعت "ويتحدث التقرير الذي كشفت عنه الوكالة الإخبارية عن اختراق 30 مؤسسة على الأقل، منها سفارات ووزارات وأجهزة أمنية ومنظمات أخرى، ومن بين ضحايا هذه القرصنة قبرص واليونان والعراق، وهذه الهجمات الإلكترونية لا تزال مستمرة".

 

ومضت "وقال مسؤولان، بريطاني وأمريكي، وفق مصادر أمنية غربية إن تلك الأنشطة تحمل بصمات عملية تجسس إلكتروني مدعومة من دولة، وتم تنفيذها لدعم المصالح التركية في دول لها أهمية استراتيجة وجيوسياسية بالنسبة لأنقرة، وقد تم استخدام بنية تحتية تركية لتنفيذ هذه الهجمات".

 

وأشارت إلى أن "هذا مجرد فصل جديد من فصول الغزو التركي،  فبعد الغزو العسكري المباشر لكل من سوريا والعراق وليبيا، من خلال القوات التركية النظامية والجماعات الإرهابية وأفواج المرتزقة وتدريبها وتسليحها، ها هي تركيا تستكمل عملية الغزو من خلال القرصنة الإلكترونية، كي تتمكن من جمع أية معلومات ممكنة تساعدها في استكمال مخططاتها التدميرية في المنطقة".

 

وقالت "لا شك أن ما تم كشفه حتى الآن قد يكون مجرد رأس جبل الجليد الذي يخفي تحته الكثير من الأسرار والأخطار، حيث تلعب تركيا دوراً خبيثاً في تأجيج الصراعات في المنطقة لعلها تتمكن من تحقيق أهداف باتت معروفة، من بينها وضع أقدامها في مناطق نفوذ جديدة، والمشاركة في السيطرة على ثرواتها، والسعي للعب دور مهم في تقرير مصير المنطقة في إطار الصراع المحتدم فيها ومن حولها، وكل ذلك يخدم أهداف أردوغان الإمبراطورية وأحلامه العثمانية المتجددة".

 

وذكرت "لعل أردوغان لا يعلم أن مخططاته غير مأمونة العواقب، وأنه قد يدفع ثمناً باهظاً، باعتباره ينطلق من أفكار إخوانية مهترئة، أكل الدهر عليها وشرب، وأنها لم تعد صالحة لهذا العصر وكل عصر، وأن لا مجال إطلاقاً لأن تبصر النور؛ فهي دفنت في أكثر من بلد عربي، وسيتم دفنها في دول أخرى تعد لها معاول الدفن وإهالة التراب عليها".

 

واختتمت "إن التحدي الذي يمثله الغزو التركي المعلن والسري، يتجاوز قدرات أردوغان وحكومته، وعندما تفيض القوة عن قدرتها وإمكاناتها تتحول إلى عالة على صاحبها، وقد تؤدي إلى هزيمته.. ويبدو أن أردوغان لا يتعلم من دروس التاريخ".