صحيفة : "صفقة القرن" ماتت قبل إعلانها

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، الثلاثاء، إن خطة السلام الأمريكية المعروفه بـ"صفقة القرن" ماتت قبل الإعلان عنها، كما أن فرص تطبيقها ضعيفة.

 

وتحت عنوان" هل ماتت خطة السلام الأمريكية فعلاً قبل الإعلان عنها؟"، أوضحت الصحيفة، أنه بعد عامين من العمل والمساع الأمريكية لتمرير الصفقة، تقرر خروج الصفقة إلى النور مساء اليوم الثلاثاء، وسط توقعات ضعيفة بنجاح تطبيقها.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن تلك "الصفقة الكبرى" التي وضعتها الإدارة الأمريكية، ويصفها الإسرائيليين بـ"تاريخية"،  لن ترى النور لأنها مرفوضة مسبقًا وبقوة من قبل الفلسطينيين.

 

ولفتت إلى أن ترامب الذي يحب "الرموز والدلالات" أراد أن يعلن الصفقة من البيت الأبيض وهو محاطاً برئيس الوزراء الإسرائيلي، صديقه المقرب لبعث رسالة بأنه ( نتيناهو) مفاوضًا بارزًا.

 

وتابعت "ويست فرانس" أن"ترامب كلف صهره ومستشاره جاريد كوشنر، في ربيع عام 2017، بهذة المهمة الشائكة للوصول إلى اتفاق نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ ليظهر بأنه نجح في الشيء الذي فشل به كل من سبقوه"، معتبرة أن "صفقة ترامب ستفشل أيضاً".

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى تصريحات نتنياهو حول إعلان الصفقة وقوله:" لقد تم السعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط منذ عدة سنوات عديدة وعقود وقرون، وهذه فرصة لتحقيق ذلك".

 

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه في مقابل ذلك يرفض  الجانب الفلسطيني الذي يرى أن واشنطن لا تتمتع بالمصداقية اللازمة للعب دور  وسيط السلام بعد قراراتها المؤيدة لإسرائيل.

 

ورأت الصحيفة أن "ترامب تجرأ حين اعتقد أنه سيضع الفلسطينيين أمام الأمر الواقع، والمراهنة على الدعم، ولكنه لم يحصل حتى على دعم من الدول العربية الأخرى".

 

ونقلت "ويست فرانس" عن مسؤولين فلسطينيين وصفتهم بـ"رفيعي المستوى" قولهم:" إن الرئيس محمود عباس رفض مراراً خلال الأشهر الماضية أي حوار مع الرئيس الأمريكي حول تلك الصفقة، مفسره الأمري أنه " يؤكد أن تلك الخطة الأمريكية ماتت بالفعل حتى لو تم إعلانها".

 

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، المجتمع الدولي إلى مقاطعة المشروع، المخالف للقانون الدولي.

 

واعتبر اشتية أنها ليست خطة سلام للشرق الأوسط، واصفاً إياها بـ"مبادرة كانت تهدف في المقام الأول إلى حماية ترامب من العزل ونتنياهو من السجن".

 

كما اعتبر صائب عريقات، الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن بلاده لها الحق في الانسحاب من اتفاقيات أوسلو، التي تؤطر علاقاتهم مع إسرائيل.

 

وبموجب اتفاق أوسلو الثاني المؤقت في سبتمبر/أيلول 1995 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تم تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق ( أ ) تخضع للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية، و( ب) تحت السيطرة الأمنية المدنية والإسرائيلية الفلسطينية، و المنطقة ( ج) خاضعة لإسرائيل.

 

وعادت الصحيفة قائلة إن " خطة ترامب ستحول الاحتلال المؤقت إلى احتلال دائم، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والدول العربية".

 

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى ان إعلان تلك الصفقة وحد الصف الفلسطيني الذي اجتمع لرفضها، إذ أعلنت أيضاً حركة حماس رفضها المشروع الأمريكي الذي يسيطر على قطاع غزة.

 

وكانت الولايات المتحدة قدمت في يونيو/حزيران الماضي، الشق الاقتصادي من خطتها، والذي يتضمن استثمار نحو  50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية والبلدان العربية المجاورة على مدى عشر سنوات. لكن التفاصيل الملموسة لهذا المشروع لا تزال موضوع المضاربة، بحسب الصحيفة.

 

وفقًا للفلسطينيين، تتضمن الخطة الأمريكية ضم إسرائيل وادي الأردن، وهي منطقة استراتيجية واسعة في الضفة الغربية، والمستوطنات في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى الاعتراف الرسمي بالقدس المحتلة باعتبارها العاصمة الوحيدة لإسرائيل.

 

وتساءلت الصحيفة الفرنسية، هل ستكون هناك دولة فلسطينية بعد إعلان تلك الصفقة؟، موضحة أن "كوشنر وترامب" رفضا حتى الآن استخدام هذا المصطلح، متخليين عن الموقف التقليدي للمجتمع الدولي لصالح حل الدولتين".