صحيفة تتحدث عن طغيان المليشيات والنفوذ الإيراني في لبنان والعراق

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "بعض أنظمة دول المنطقة تبدو في الكثير من السياسات التي تتبعها وكأنها تتعمد استفزاز شعوبها، وكأنه لا يكفي تلك الشعوب ما تعانيه من أوضاع مزرية واقتصادية مأساوية ومستوى معيشي متدني، حتى تتم مواجهة كل مطالب الإصلاح بالمزيد من رفع مستوى الغضب مع ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من جر تلك الدول إلى دوامات لا يمكن تصور الخروج منها لو وقعت".

 

وأضافت صحيفة "الوطن" الإماراتية الصادرة اليوم الاثنين تابعها "اليمن العربي" في لبنان ولادة حكومة لا تحظى بأي قبول شعبي حالة من التوتير.. وفي العراق يبدو الشلل السياسي عبر التجاهل الرسمي لمطالب المحتجين حالة ثانية، وفي الدولتين فإن التطابق يبدو قائماً وقاسماً مشتركاً بينهما، فالتدخلات الخارجية واللعب على وتر الطائفية والفساد وغير ذلك كثير جعل الأمور في لحظة معينة تصل للدرجة التي لا يمكن معها تحمل استمرار المعاناة فكانت مسيرات الرفض لبقاء الوضع القائم، وكان الشعبان الشقيقان يدركان بشفافية تامة أن التدهور الكارثي مرده أنظمة عقيمة لا تملك من قرارها شيئاً ولا يمكن تصور أن تؤدي دورها المطلوب مع استمرار هذين النظامين سواء بما يمثلانه من تبعية أو ضعف أو تقسيم طائفي أو غياب الخطط التي يمكن أن تحدث التغيير الإيجابي المطلوب.

 

ومضت "ففي لبنان يجمع أغلب المراقبين أن الحكومة الوليدة هي حكومة “حزب الله” الإرهابي وتيار الرئيس ميشيل عون، ولا يمكن أن تكون قادرة على تأدية مطالب الشارع رغم الإعلان عن تشكيلة من “التكنوقراط” كما تم تقديمهم، لكن الشارع الذي استبق وواكب تشكيل الحكومة ويتابع الحراك للتعبير عن الرفض التام لها، يدرك بوضوح أن المجتمع الدولي لن ينظر إليها على أنها حكومة لبنان بل حكومة “حزب” مدرج على اللائحة السوداء في أغلب دول العالم بشقيه السياسي والعسكري، وبالتالي كيف يمكن تصور أي حلول تأتي بها الحكومة وهي التي يفترض أن تكون قادرة على التعامل مع إرث ضخم من الفساد والترنح الاقتصادي والأزمات والبيروقراطية .. ولا أحد يمتلك عصاً سحرية.

 

وقالت "في العراق.. يبدو تجاهل المطالب أو عدم القدرة على التعامل معها، وطغيان المليشيات والنفوذ الإيراني جميعها أمور قادرة على إفشال العراق دائماً ما لم يتم وضع حد لها، ومن هنا لم يكن غريباً إعلان المحتجين رغم فاتورة الدم الباهظة أن شعارهم الأول هو :”نريد وطننا”، في الوقت الذي يبدو الانقسام فيه بين الكتل النيابية على أشده ولم يحدث أي اتفاق حول مطالب الحراك الشعبي..

 

واختتمت "وفي كل الحالتين سواء بتشكيل حكومة بلبنان فاقدة للدعم الشعبي أو تجاهل المطالب في العراق، استفزاز مباشر لمحتجين يطالبون بحقوقهم الطبيعية للعيش بكرامة في أوطانهم والوقت يسير بسرعة قد تجعل أي حل في فترة لاحقة يبدو كمن سبقه الزمن مع ما يترتب عليه خاصة أن هناك من ينفخ في السم ويريد للحرائق أن تشتعل بأي طريقة"