"الخليج": ترامب يطل ب«صفقة» هي أقرب ما تكون إلى «صك تنازل» عن الحقوق الفلسطينية

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيراً الاستعجال في الكشف عما يُسمى «صفقة القرن» بعد تأجيل الإعلان عنها لعدة مرات، لعل حليفه بنيامين نتنياهو يستطيع عبور الانتخابات التشريعية التي جرت مرتين خلال العام الفائت، ويستعد للانتخابات الثالثة في مارس (آذار) المقبل".

 

 

وأوضحت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأحد تابعها "اليمن العربي" ترامب أعلن أنه سيكشف عن مضمون «صفقته» قبل يوم الثلاثاء، أي قبيل استضافته في البيت الأبيض كلاً من نتنياهو وزعيم المعارضة بيني جانتس.

وإذا كان سبب استعجال ترامب الإعلان عن مضمون «الصفقة» إنقاذ نتنياهو من محاكمته بتهم الفساد والرشوة وخيانة الأمانة قبيل انتخابات الكنيست، لعله يعطيه قشة يعبر بها بسلام إلى شاطئ الأمان، إلا أنه في الوقت نفسه يقدم الحقوق الفلسطينية هدية لعلها ترضي الناخب «الإسرائيلي» فيمنح تأييده لنتنياهو هذه المرة.

 

وأضافت "الأخطر في حديث ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة في رحلته إلى فلوريدا، أنه يتعامل مع القضية الفلسطينية وكأنه يقوم ب «صفقة تجارية» كما هي صفقاته المعهودة، وليست قضية سياسية عمرها أكثر من سبعين عاماً.

 

وبحسب الصحيفة" يقول ترامب «قلت دائماً إنني أحب أن أكون قادراً على القيام بهذه الصفقة.. يقولون إن هذه هي الأصعب من بين جميع الصفقات.. أنا أحب القيام بصفقات». هو بهذا المعنى يتعامل مع القضية الفلسطينية وكأنها عقار أو برج أو منتجع، وليست قضية شعب له أرض محتلة ويتعرض لعملية إبادة ممنهجة تستخدم فيها «إسرائيل» كل أشكال الإرهاب والعنف والقتل والحصار والتهجير والاستيلاء على الأرض.

 

وتابعت "كل ما يهمه أن ينجح نتنياهو، أو يحقق مصالحة بينه وبين خصمه جانتس «حتى لا تجري الانتخابات إلى الأبد». أما حقوق الشعب الفلسطيني فهي قضية أخرى يمكن حلها بصفقة «لأن إسرائيل تريد السلام، الفلسطينيون يريدون السلام، الجميع يريد السلام»! لكن أي سلام تريد «إسرائيل» غير أن يستسلم الفلسطينيون لكل شروطها، وهو ما تتضمنه «الصفقة» من نسف لكل قرارات الشرعية الدولية؟ حيث تشير التسريبات إلى أنها تؤيد كل مطالب «إسرائيل»، في أن تكون مدينة القدس «عاصمتها الأبدية» وضم مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة إلى الكيان، وعدم الإشارة إلى الدولة الفلسطينية من قريب أو بعيد.

 

إذا كانت هذه هي العناوين الرئيسية ل«الصفقة»، فهل هذا هو السلام الذي يريده الفلسطينيون؟

 

واختتمت "بعد أكثر من سبعين عاماً على النكبة، يطل علينا ترامب ب«صفقة» هي أقرب ما تكون إلى «صك تنازل» عن الحقوق الفلسطينية، يقوم بها من لا يملك لمن لا يستحق، تماماً مثل وعد بلفور الذي تنازلت فيه بريطانيا عن أرض ليست لها.

لن يكون الشعب الفلسطيني هنود حمر العصر. ولن يكون بمقدور ترامب أو غيره من زعماء العالم مهما امتلكوا من قوة ونفوذ أن ينوبوا عن الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتقديم هدايا انتخابية وسياسية على حسابه. فالشعب الفلسطيني لم يعط أحداً تفويضاً بالتنازل عن أرضه كي تتحول إلى «صفقة تجارية»