كاتبة: بأي ثمن نشتري السم التركي؟

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت الكاتبة، مارلين سلوم، "بينما ترتكب تركيا جرائم كثيرة في حق العرب، وهو ما أسفر عن دعوات إلى مقاطعة المنتجات التركية في الأسواق العربية، ومقاطعة الشاشات لشراء أو عرض أي عمل من أعمالها الدرامية، نجد من يكمل السير على نهجه القديم دون مراعاة للمواقف السياسية والوطنية، ولا لمشاعر المشاهدين.

 

 

وأضافت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة الخليج "نعرف جيداً أن صنّاع الدراما التركية لا يحترمون المشاهد العربي، على الرغم من إدراكهم بأنه مروّج مهم لبضاعتهم، ومؤثر في المؤشر الاقتصادي لديهم، فلم هذا الإصرار على إدخالهم بيوتنا، وفتح أسواقنا لمسلسلاتهم التي لا ترقى إلى طموحنا وإلى أهم ما تنتجه الشاشة العربية حين تشاء؟

 

وتابعت "«بابل» هو أحدث ما تعرضه إحدى قنواتهم، والذي انطلق بحلقته الأولى قبل أيام، ليشكل صدمة في الداخل التركي، وهذا شأن لا يعنينا، وفي الدول العربية كافة، باستفزازه الجمهور الذي لم يتوان عن شن حملات ضده على «السوشيال ميديا». ردة فعل تمنينا أن يرتقي إليها بعض المسؤولين في قنوات لا تخجل من عرض «التركي»، والأسوأ أن إحدى الشبكات المشفرة والمعروفة، اشترته لتبدأ عرضه قريباً تحت اسم «الاختيار»!

 

وأضافت "قبل التطرق إلى المسلسل ومضمونه، نتوقف عند أول سمومه والتي تمس مباشرة وبشكل صريح العالم العربي، من خلال قول بطل المسلسل عرفان ويجسده خالد أرغنش (حريم السلطان): «معظم العرب يشترون بيوتاً الآن في تركيا»، والجملة مقحمة بلا أي داع درامي، وهي تكاد تمر بلا غضب لولا اتباعها بجملة «إن البلدان العربية لن تكون صالحة للعيش خلال السنوات الخمس المقبلة».

 

هل نحن في جحيم وتركيا هي النعيم؟ ما هذا التحريض الوقح والاستخفاف بكل بلداننا العربية، والتعجرف الذي لا مجال للشك فيه أو التخفيف من وطأته على العالم العربي؟ وكيف يمكن تجاهل مثل هذه الرسائل المسمومة والاستمرار في عرض ومشاهدة مسلسلاتهم، أو بالأحرى أسلحتهم التي يوجهونها مباشرة إلى صدورنا وعقولنا؟ هل صار الجمهور على «السوشيال ميديا» أكثر وعياً من بعض الميديا وتجارها، كي يهب إلى شن حملة شرسة على المسلسل وتركيا وأردوغان، بينما تلك الشبكة العربية مستمرة في الترويج لموعد عرض العمل؟

 

ومضت "للأسف، هناك أيضاً قنوات «أونلاين» وصفحات تعرض المسلسل بلا أي مسؤولية تجاه المجتمع والوطن والأمة العربية، على الرغم من خلو المسلسل من أي عنصر جذب في قصته؛ بل يدور في فلك الدراما البائسة، عن النساء والمال والخيانة؛ حيث البطل يعاني أزمة مادية، فيقفل الكاتب كل الأبواب والنوافذ في وجهه، ويزداد الضغط عليه ليشعر المشاهد بالاختناق فيكاد يطلب من البطل أن يسرق لإنقاذ ابنه؛ لأن «سرقة الأثرياء حلال» كما يقول المسلسل، وهو ما يثير غضب الداخل التركي، إلى جانب غضبهم من انتقاده لقانون الطوارئ واتهامه بالترويج لحركة فتح الله غولن. فبأي ثمن نشتري السم التركي؟