"الخليج": احتكار «إسرائيل» ل«المحرقة» وكأن اليهود وحدهم كانوا ضحايا النازية

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "إذا كان أكثر من أربعين رئيس دولة ونواب رؤساء، ورؤساء وزراء التقوا في القدس المحتلة لإحياء الذكرى ال 75 ل«الهولوكوست» تحت عنوان «تذكر المحرقة بمحاربة معاداة السامية»، وإذا كان العالم لا ينفي وقائع المحرقة".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي" وما تعرض له اليهود وغيرهم مثل الغجر والسلاف، والسود وذوي الإعاقة، وإذا كان بعض قادة العالم الذين شاركوا في الاحتفال ركزوا في كلماتهم على معاناة اليهود، وعلى ضرورة مراجعة التاريخ وتصحيحه، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد أن «أربعين في المئة من ضحايا الهولوكوست هم من مواطني الاتحاد السوفييتي السابق»، و«أن القسط الحاسم من الانتصار على النازية أسهم فيه الاتحاد السوفييتي»، وإذا كانت «إسرائيل» أرادت تحويل هذه المناسبة إلى التركيز فقط على مأساة اليهود وحدهم، كي تحصد مزيداً من العطف والتأييد لسياساتها، وإبعاد تهمة العنصرية والإرهاب عن نظامها، فإن جانباً آخر من الهولوكوست تم تغييبه عن المناسبة، وهو الهولوكوست المتواصل ضد الشعب الفلسطيني.

فإذا كان اليهود ضحايا النازية ومعاداة السامية في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية التي نجحت الصهيونية في استثمار نتائجها لإقامة دويلة «إسرائيل»، فإن الشعب الفلسطيني كان ضحية من ضحايا النازية، وهو ما زال يدفع الثمن غالياً من تهجير طال الملايين، وتدمير مئات المدن والقرى، ومصادرة الأرض والعدوان والحصار والتمييز والاعتقالات والعقاب الجماعي، وإنكار حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته المستقلة على جزء من أرضه، كما يتم انتهاك حقوقه الأساسية وكل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بهذه الحقوق.

لا يزال العالم يتعامى أو يُدير ظهره لمأساة العصر المتمثلة في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ومواجهته لأعتى أشكال العنصرية والتمييز التي تمارسها «إسرائيل» بشكل يفوق ممارسة النازية والفاشية، ويتناسى أن النظام العنصري الوحيد الباقي في هذا العالم هو النظام الصهيوني، ومحاولته «التلطي» وراء معاداة السامية لتبرير وجوده، واستخدامها كسلاح في مواجهة كل منتقدي سياساته.

 

 

ومضت وإذا كانت لدى النازية سياسات متعمدة لاستهداف اليهود وغيرهم من منطلق عنصري يقول بتفوق العرق الآري دون غيره، فإن النظام العنصري «الإسرائيلي» يستخدم المنهج ذاته ضد الفلسطينيين والعرب من منطلق أساطير دينية وتخاريف عقائدية تقول ب«شعب الله المختار»، و«أرض الميعاد» ما يعطيه الحق في اضطهاد الآخر وإنكار وجوده.

 

واختتمت "إن احتكار «إسرائيل» ل«المحرقة» وكأن اليهود وحدهم كانوا ضحايا النازية، كي تواصل ابتزاز العالم الغربي هو عمل يتنافى مع الحقائق ويزوّر التاريخ، ويلطخ سمعة العالم المتحضر ويتناقض مع كل قرارات الشرعية الدولية الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض ل«محرقة» منذ أكثر من سبعين عاماً.. وما يزال