شاهد.. جولة الفل تتحدي الحروب

أخبار محلية

اليمن العربي

لا يعد الفل في الجنوب العربي مجرد هدية بين حبيبين أو تتناقله الباعة وسط الأزقة والطرقات، بل يرتبط ارتباطا وثيقا بعادات وتقاليد الشعب الذي لا يترك مناسبة إلا ويقحم بها الفل الطازج، فلا يمكن للعروسين إقامة زفافهما إلا بعد زيارة عدن القديمة وحي كريتر حيث جولة الفل التي أصبحت كعبة مرتادوه من عدن وشتى بقاع الجنوب.

 

تتميز الجولة بسفينة خشبية في وسطها مرفوعة على ساري حديدي، تعبر عن ميناء عدن الذي أصبح قبلة للسفن من كافة أنحاء البسيطة، وحولها باعة الفل بشكله المزدهر.

"الفل اللحجي اجود الانواع" بتلك الكلمات وصف جواد عدنان والملقب بجواد الفل أحد بائعي الفل في حلقة الفل بضاعته التي يعكف ليل نهار علي بيعها، مبيناً أن محافظة لحج هي افضل محافظات الجنوب إنتاجا للفل، خاصة في فصل الصيف حيث تكون حبة الفل اكبر ورائحته ازهي ومحصوله أكثر وفرة من فصل الشتاء.

وأكد عدنان وفقا ل"الفجر"أن فصول العام تتحكم أيضاً في أسعار الفل ففي الشتاء رغم أن حبوب الفل تكون اصغر وأقل جودة إلا أنه يصل ثمن عقد الفل الواحد إلي ٢٠الف ريال يمني بينما لا يتجاوز سعر العقد الجيد في الصيف ٥الالاف ريال.

 

واضاف جواد الفل أن هناك انواع اسعارهم أقل من الفل مثل المسموم والشكور وهما نوع من النباتات الخضراء التي تربط علي هيئة إكليل وتوضع حول الشعر فى الاعراس والمناسبات.

 

"الاعراس والمناسبات سر شهرة جولة الفل" بتلك الكلمات وصف مفيد اللجي أحد بائعي جولة الفل المورد الرئيسي لبيع متجه مبيناً أن الجنوبيين يقبلون علي شراء الفل بكميات ضخمة في المناسبات كالاعراس وحفلات التخرج للجامعات والمعاهد حيث يعتبر طلاب الجامعات والمعاهد وأقارب العريس والعروسة أبرز زبائنه

واكد اللحجي للفجر أنه قبل المناسبة بيوم يتصل به واحد من أهل العروسين أو احد الطلبة في حفلات التخرج ويطلب منه كمية آلفل التي تحتاجها المناسبة والتي تتجاوز المائة والمائتين عقد.

 

وأضاف بائع الفل أنه توجد محلات أخري لبيع الفل وسعرها نفس الثمن الذي تبيع به الجولة ولكن الشعب الجنوبي عامة والعدني يقبل علي الجولة لما لها من شهرة وذاكرا في أذهان الناس.

 

وتطرق اللحجي إلي جلب الفل من مزارعه إلي الجولة مشيراً إلى أنه في الصيف يأتي الفل يوميا بينما في الشتاء يوماً بعد يوم ،وهو نفس مصير حركة البيع والمناسبات اللذان يزدهران خلال الصيف.

 

لم تؤثر الحرب علي تجارة الفل إلا بشكل وقتي حيث يتوقف البيع فقط أثناء وقت الاحداث التي تمر بها عدن ثم لايلبث أن يعاود نشاطه بعد توقفها ولكن حركة البيع تخف تدريجياً مع حدوث أي مناوشات داخل العاصمة الجنوبية، وفي جميع الأحوال كانت حركة البيع قبل ٢٠١٥ أقوى، حسبما قال اللحجي.

بينما قال محمد الردفاني، احد الباعة في جولة الفل، أن الفل المعروض هو فل صناعي، عبارة عن مجموعة من الطرازات يختار المشتري واحدة منها.

وأكد الردفاني ل"الفجر" أن الفل الحقيقي يظل مثلجا في الثلاجة كي لا تتفتح أزهاره، وبالتالي يفسد.

وعند سؤاله عن بيع الفل تركنا لنشاهد عملية شراء لإحدى الفتيات التي اقترب موعد عرسها، وهي تختار طراز عقد الفل، ووالدها قام بالمفاوضة على سعر ٢٠٠ واحدة منها.

 

ولم يتوقف هاتف الردفاني للرد على زبائنه من طالبي الفل، موضحا أن حركة البيع انخفضت كثيرا عن ما قبل الحرب الأخيرة في ٢٠١٥.

وتجد اثر الفل واضحا في أي مناسبة خاصة الأعراس مهما عظمت شخصية صاحبها أو ضئلت، ففي عرس رامي احمد سعيد بن بريك نجل رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي كانت رائحة الفل مزدهرة على أكتاف العريسين، والعديد من الحضور.

 

"لا نستطيع الاستغناء عنه في المناسبات" هكذا وصفت "م.د"  احد حضور الحفل  وهي أم لثلاثة بنات وولد،أهمية الفل للجنوبيين، مبينة أنه من الأساسيات الواجب توافرها في العرس كالشموع والملح لدى المصريين.

 

وأكدت "م.د" أن أسرة العروسة تكون حريصة كل الحرص على شراء عدد كبير من عناقيد الفل للعروسين وكلا الاسرتين في العرس، بل ويحبذ العريس والعروسة شراء الفل لاصدقائهم، ومن هنا أصبح الفل عنوان لجميع المناسبات الجنوبية السعيدة.