صحيفة: تركيا فتحت الطريق للمرتزقة الأجانب للانضمام إلى الميليشيات في طرابلس

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، الذي انعقد برعاية الأمم المتحدة ومشاركة دولية وعربية رفيعة من رؤساء ووزراء خارجية عدد من دول العالم؛ رسم خريطة طريق جديدة ترتكز على تحقيق السلام بين أطرافه المتنازعة كافة، واستبعاد العامل الخارجي الذي ساهم في زيادة حدة المواجهات في مختلف مناطق البلاد، خاصة في العاصمة طرابلس، بعد أن أقحمت حكومة الوفاق الوطني تركيا في الصراع الداخلي بتوقيع اتفاق أمني وعسكري معها قبل أشهر قليلة، مخالفة بذلك التوجه الإقليمي والعربي والدولي بعدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا، التي تعاني هيمنة الميليشيات على طرابلس وغيرها من مدن البلاد.

 

وذكرت أنه من هنا جاءت تأكيدات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ، الذي ترأس وفد الدولة إلى المؤتمر؛ على دعم دولة الإمارات لحل سياسي يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، والقائم على عدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومساعدة الشعب الليبي ودعم طموحاته المشروعة في ترسيخ دعائم دولته الوطنية وتحقيق الوحدة والتنمية، بعيداً عن المشاريع المضرة بمصالح ليبيا.

 

وبينت أن المشاركين حددوا في المؤتمر قضايا عدة تتعلق بدعم الحل السياسي في ليبيا والابتعاد عن كل ما يطيل أمد الصراع، من خلال التركيز على مسارات إطلاق عملية سياسية واضحة المعالم، ووضع ضمانات تكرس حلاً سلمياً للنزاع واستبعاد الحسم العسكري، والأهم هو التمسك بالقرارات الدولية القاضية بالالتزام بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا والإشراف عليها بشكل أقوى من الماضي.

 

 

 

ورأت أن النتائج التي تمخض عنها مؤتمر برلين الدولي، المتمثلة في تشكيل 4 مجموعات تقنية لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا؛ لن تضع بالتأكيد حلاً فورياً للأزمة القائمة في البلاد، لكنها ستضع أسساً لمؤتمر أممي أوسع من المقرر أن يعقد في جنيف قبل نهاية الشهر الجاري، غير أنه من دون وقف التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الليبية، لن تكون هناك أي قدرة على طرح حل يخرج البلاد من أزمتها القائمة.

 

ولفتت إلى أن تركيا كثفت في الأسابيع الأخيرة من إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وفتحت الطريق للمرتزقة الأجانب للانضمام إلى الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وهو أمر يعيق طريق الحل، المرتكز على الشق السياسي، حيث لاقت الخطوات التركية رفضاً من الدول المشاركة في مؤتمر برلين، وقد أشار إلى ذلك بوضوح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طالب أنقرة بـ" الكف عن إرسال مقاتلين سوريين إلى طرابلس".

 

وخلصت "الخليج" في ختام افتتاحيتها إلى أنه من دون لجم التدخلات الخارجية، ستكون هناك صعوبة في إيجاد أرضية للحل السياسي في ليبيا، فلا يمكن أن يتحقق نجاح لعملية سياسية طالما كانت البندقية هي المتحدث الأقوى وصاحبة الكلمة العليا في الصراع