تحركات شعبية للقضاء على المجموعات الإرهابية في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

لازالت المجموعات الإرهابية تتربص لعدة مدن في ليبيا وتشكل خطرا على وضعها الأمني والاجتماعي، مستغلة الأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا مؤخرا، وتعد مدينة زليتن من بين هذه المدن التي تواجه هذه المخاطر والتهديدات الإرهابية المحتملة.

وتشهد مدينة زليتن خلال هذه الفترة تحركات سرية داخل المدينة للقيام بانتفاضة شعبية ضد المجموعات الإرهابية الموجودة بزليتن، وذلك من خلال تشكيل مجموعات سرية مقسمة على عدة مربعات أمنية داخل المدينة.

وبدأت هذه التحركات في زليتن بالتنسيق مع أفراد مواليين للنظام السابق الداعمين لعملية الكرامة التي أطلقها الجيش الليبي ضد التنظيمات الإرهابية والمتطرفين في عام 2014، وبالتنسيق أيضا مع أفراد في مدينة بني وليد الواقعة جنوب زليتن، بحسب ما أفادت مصادر من داخل المدينة لأخبار ليبيا 24.

وقد قامت مجموعات مسلحة بمدينة زليتن موالية لحكومة الوفاق وداعمين لعملية بركان الغضب وأفراد من ما يسموا أنفسهم بـ”ثوار زليتن”، قاموا بوضع سواتر ترابية لإغلاق بعض الطرقات بمساندة قوات من مدينة مصراته تحسبًا لأي تحركات محتملة من قبل القوات الموالية للجيش الوطني الليبي.

كما تعطلت حركة نقل البظائع المتجهة إلى مدينة بنغازي، مما تسبب في توقف الحركة التجارية بمدينة زليتن بسبب وضع السواتر التربية في مداخل ومخارج المدينة، إضافة إلى بوابات التفتيش المشددة على ناقلي البضائع مما تعطلت مصالح التجار.

وتقع زليتن على الساحل الغربي لليبيا، وتبعد حوالي 150 كيلو متر تقريبًا من العاصمة طرابلس، وتحدها من الشرق مدينة مصراتة ومن الغرب مدينة الخمس، وبني وليد جنوبًا والبحر المتوسط شمالا، لذا فإنها تشكل أهمية كبرى من حيث الموقع الاستراتيجي للمجموعات المسلحة بمصراتة وغيرها من التنظيمات الإجرامية.

وتعد مدينة زليتن إحدى المدن الليبية التي ضاق بها الإرهاب ضرعا بعد أن نفذّ تنظيم داعش عدة عمليات إجرامية وأخرى انتحارية استهدفت مواقع عسكرية ومدنية وسط المدينة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيين.

وتعتبر مجزرة مركز تدريب للشرطة في زليتن إحدى أكبر العمليات الإجرامية المروعة التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في حق المدنيين ليس فقط في مدينة زليتن بل على المستوى المحلي وحتى الإقليمي.

ففي السابع من يناير عام 2016، استيقظ أهالي المدينة في ساعات الصباح الأولى على دوي انفجار قوى استهدف مركزًا للتدريب الأمني، بعد اقتحام شاحنة وقود مفخخة يقودها انتحاري لمقر المركز أثناء تواجد ما يقرب من 500 متدرب تابعين لأحد الأجهزة الأمنية قبل أن تنفجر في وسطهم متسببا في انفجار هائل سمع دويه في أرجاء زليتن.

وأسفر هذا الهجوم الانتحاري الإرهابي الغادر عن سقوط أكثر من 70 قتيلا وقرابة 100 جريح، وسط إدانات واستنكارات واسعة من معظم الجهات والأطراف المحلية والإقليمية والدولية.

وكان هذا الهجوم الإرهابي الدامي الأخير من نوعه الذي استهدف زليتن بعد ما نجحوا أهالي المدينة في الحد من خطر الإرهاب في مدينتهم بفضل توحدهم ورصد صفوفهم ضد هذه التنظيمات الإجرامية.

ونجح الليبيون في القضاء على جزاء كبيرا من المجموعات الإرهابية والمتطرفة التي تسعى في نشر الفوضى والفساد بفضل توحيد كلمتهم وجمع صفوفهم تحت راية واحدة بغض النظر عن توجهاتهم السياسية بهدف القضاء على الإرهاب في جميع أنحاء بلادهم.