الدباشي لـ شعب ليبيا: لا تنتظروا حلاً من مؤتمر برلين للأزمة بالبلاد

عرب وعالم

اليمن العربي

قال سفير ليبيا الأسبق لدى الأمم المتحدة، إبراهيم عمر الدباشي، إنه: “على عكس ما يتمنى الليبيون تحول مؤتمر برلين من مؤتمر لوضع حل للازمة الليبية إلى مؤتمر لإدارة الصراع بين المتحاربين.

الدباشي، أوضح في – بتدوينه له بعنوان “لا تنتظروا حلاً من مؤتمر برلين”، أن مشروع الوثيقة الختامية في مسودتها الثالثة يحاول نفخ الروح في اتفاق الصخيرات الذي اطلق عليه مجلس الأمن الرصاصة الأولى بقراره المتسرع 2259 الذي شرعن حكومة رفضها البرلمان، وانتهك بذلك الإعلان الدستوري والسيادة الليبية.

وتابع أن  بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا أجهزت على الاتفاق من أيامه الأولى عندما تجاهلت انتهاكاته ولم تهتم بالتنفيذ الصارم والنزيه والشامل لبنوده، حيث عززت كيانات نص الاتفاق على إنهاء وجودها، ووافقت على إنشاء كيانات مشوهة في مخالفة واضحة لبنوده”.

وأضاف الدباشي على حسابه بفيسبوك أمس الخميس: “الاصرار على العودة إلى الاتفاق السياسي الذي مات وشبع موتاً بمعرفة الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامه، يوضح أن المجتمع الدولي عاجز على أن يقدم شي ذا قيمة للشعب الليبي بسب تضارب مصالح الدول المهتمة بالملف الليبي، وغياب الإحساس بالمسؤولية لدي أغلب متصدري المشهد السياسي الذين احتكروا، بدعم دولي، مفاتيح الازمة الليبية بعيدا عن الشعب الليبي”.

وتابع “لم يدرك المجتمع الدولي – أو لا يريد أن يتصرف بناءً على ما يدرك – أن المشكلة الليبية مشكلة أمنية وأن الجنرال الإيطالي سييرا المسؤول الأمني في بعثة الأمم المتحدة هو من عمق المشكلة بإهماله لبرنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الادمجاج الذي درجت الامم المتحدة على تنفيذه في أغلب الدول الخارجة من الصراع لتحاشي عودته من جديد”.

وواصل قائلاً: “يبدو أن المجتمع الدولي نسي أنه فرض علينا ما يسميه التوافق كبديل لمباديء الديمقراطية الراسخة، ونسي أن التوافق هو الذي انتج لنا مجلس رئاسي أعرج، ومنع تشكيل حكومة من الخبراء بل منع تشكيل حكومة بالمطلق، ونقل الأطراف المتفاوضة من البحث عن حل للأزمة إلى البحث عن طريقة لاقتسام المناصب، بل قرروا أن يختلفوا على كل شيء ليبقوا في السلطة لأجل غير مسمى”.

وزاد “الدباشي”: “لم يدرك المجتمع الدولي بعد بأن الحكومة التي فرضها على الشعب الليبي ترى أن ليبيا هي مدينة طرابلس، ولا تهمها معاناة الناس خارج العاصمة، وتصرف الأموال في أمور تافهة وبطريقة غير مشروعة في الوقت الذي لم يتمكن الناس خارج العاصمة من سحب مرتباتهم لأكثر من ستة شهور. لم ينتبه المجتمع الدولي بعد إلى أن المواطن الليبي العادي لم تعد تهمه الديمقراطية التي انتظرها طويلا وأبعدته الأمم المتحدة عنها، ولم تعد تعني له شيئاً تواريخ ديسمبر او سبتمبر او فبراير ولا من ينتمي اليها او ينتمي لاي حزب او فئة اخرى، وقد تبلدت مشاعره ولم يعد يتأثر بمناظر القتل والدمار، وانه لم يعد يهمه من يحكم وكيف يصل الى الحكم اذا وفر له الامن واحتياجاته وضمن له حقوقه التي اصبحت من المستحيلات علي يد متصدري المشهد السياسي الحاليين”.

واختتم “الدباشي”: “مشروع وثيقة مؤتمر برلين لا تضع الحلول بل تستنسخ التجارب الفاشلة السابقة وخالية من أي جدول زمني، وتركز فقط على الوصول إلى حالة اللّاحرب واللاّسلم، لإقناع الشعب الليبي بدفن احلامه وترويضه للقبول باستمرار الوضع القائم بشخوصه المعروفة الى ان تتفتت الدولة وتختفي من الخريطة كدولة موحدة، أو يحدث الله قبل ذلك أمرا”.

 7