صحيفة فرنسية تنعي السلطان قابوس: أصالة حكمه تجاوزت التاريخ العالمي

عرب وعالم

السلطان قابوس
السلطان قابوس

لم تتوقف الصحف الغربية عن رثاء سلطان عمان الراحل السلطان قابوس بن سعيد، الذي وافته المهنية عن عمر يناهز 79 عاماً الجمعة الماضية، إذ وصفته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، برجل التوازنات وجنتل مان الخليج". 

وتحت عنوان "قابوس.. سلطان عمان غير النمطي"، أشارت "لوفيجارو" إلى أن غياب هذا السلطان الفريد من نوعه الذي حكم بلده الثغير لأكثر من خمسين عاماً، ترك أثراً في المنطقة بأكملها.

وقالت الصحيفة الفرنسية:" إن غياب السلطان قابوس، شخصية غير نمطية، جنتلمان الخليج، كان سبباً في تفرد سلطنة عمان، وتميزها عن بلدان المنطقة، المعروف بتذوقه للأوبرا وصقله البريطاني، إذ قضى شبابه في بريطانيا".

وتابعت "لوفيجارو":" إن أصالة حكمه تجاوزت التاريخ العالمي، رجل التوازنات في المنطقة، إذ تتقاسم بلاده مضيق هرمز الذي يمر عبره 30% من النفط العالمي"، كما أنه "وسيط يتسم بالفعالية والسرية في الأزمات، سواء أخذ الرهائن أو الحروب التي دمّيت الشرق الأوسط لمدة ثلاثين عامًا.

كان قابوس ينظر بعين واحدة نحو آسيا، وأخرى لأفريقيا؛ إذ تقع بلاده في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، ورغم ذلك فإنه جعل بلده الصغير الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين ونصف المليون نسمه، متفردة ومختلفة عن دول المنطقة، بعيدا عن براقة المدن الفارهة في دبي، وطموحات قطر التي تطمع بأن يكون لها دوراً إقليمياً، بحسب الصحيفة الفرنسية.

ورأت "لوفيجارو"، أن قابوس أقدم زعيم عربي، لعب دور الوسيط للأزمات الإقليمية، واعتبر صديقاً للجميع، كما أن بلاده من بين البلدان القلة التي ليس لديها إرهابيين في مناطق الصراع المحيطة.

في المقابل، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن السلطان الجديد لعمان لديه مهمة كبيرة تتمثل في مواصلة عمل السلطان الراحل قابوس. وأوضحت أن خلف السلطان قابوس هو ابن عمه هيثم بن طارق آل سعيد، الذي كان وزيرا للثقافة، أفضل الاختيارات لتولي خلافة قابوس للحفاظ على تركته غير المنقولة التي تركها قابوس بالحفاظ على التراث والثقافة والفن، والسير على خطاه فيما يتعلق بسياسته تجاه الشرق الأوسط.

ووصفت"لوفيجارو"، أن تسمية السلطان الراحل برجل التوازنات جاءت أيضاً لكونه كان يحظى باحترام كافة الأطراف الدولية.

ولفتت إلى تعزية قادة دول العالم، إذ أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "حزين جدا" لوفاه "صديق الجميع"، فيما وصفته المملكة المتحدة في رثاءه بأنه "الزعيم الحكيم والمحترم للغاية"، كما اعتبرته فرنسا بانه "رجل العقل والثقافة".