الوضع التعليمي يتدهور بتعز مع تصاعد سيطرة الإخوان على المدارس "استطلاع"

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

فرضت الحرب الدائرة، في محافظة تعز، منذ قرابة خمسة  أعوام، واقعا سيئا ، وعلى كافة المستويات، أبرز نتائجها، استهداف العملية التعليمية، التي تميزت بها سابقا،.

 

وكانت الأولى بين المحافظات اليمنية في مؤشرات التحصيل العلمي، بل إنها كانت تعتبر المحافظة الاولى من جيث مخرجات التعليم والثانوي والاساسي ، فلا حياة لأبناها إلا بالتعليم، فهي قلعة الفكر والثقافه والادب

 

وبحسب المصادر، فإن كبريات مدارس تعز، ابتداء من سبأ ، مرورا بالنهضة  ووصولا الى باكثير وغيرها الكثير، كلها تحت سيطرت فصائل الإخوان المسلمين بتعز.

 

وبحسب المصادر، فإ “رفض تلك الفصائل المسلحة إخلاء المدارس يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان هناك علاقة وطيدة بين تلك الفصائل التي حولت المدارس الحكومية إلى ثكنات عسكرية، وأصحاب المدارس الخاصة حديثة النشء

 

 

 

الكاتب والصحفي، فؤاد الوجيه، اكد في حديثه أن “المدارس الاهلية المصرح لها حديثا بمثابة بنايات سكنية ليست بمواصفات او المعايير التى ينص عليها القانون “.

 

وأوضح ان “الكثير منها وجدت لعمليات جلب الرزق ليس إلا، وتقتصر العمليه التعليميه فيها على النخب وأرباب المال في حين الفقراء والبسطاء الذين طحنتهم الأوضاع المعيشيه تري أولادهم يجهلون ولا يستطيعون الدخول إلى أروقة تلك المدارس”.

 

وأشار إلى أن “تلك المدارس لاتعتبر حلا، بل هي في حقيقة الأمر عبئ، ساهم في توسعه، عسكرة المدارس، وتوقف المرتبات التي بدورها عطلت العمليه التعليميه”.

 

من جهته أكد التربوي، عبد الله فرحان، رئيس قسم المدارس الاهلية بمكتب التربية بتعز، والقائم باعمال مدير إدارة التعليم الاهلي، أن “المدارس الاهلية مشروع استثمار خاص لا يحق لاحد ان يصادره او يمنعه ان كان وفق الشروط، والمعايير، ولكن علينا الضغط على الجهات الحكومية لاعادة فتح المدارس الحكومة العامه والمجانية التي هي ملك الجميع واعادة دعمها إبتداء بصرف الرواتب ثم اخلائها من المقرات العسكرية واعادة تاهليها وتعزيز جودتها وهنا سيتلاشى الاستثمار في التعليم وسيبقى للتميز وليس كخيار اجباري”.

 

واوضح فرحان، أن “المدارس الإستثمارية تحقق نوعآ من التخفيف في نسبة البطالة ولو بالأجر الزهيد من خلال توظيف شريحه واسعة من المعلمين والمعلمات، خصوصا الأكثر ضررا”.

 

واشار فرحان، إلى ان “90% من المدارس الجديده لايوجد لديها قاعدة مالية صلبة للثبوت والبقاء امام التنافس في حال تم فتح المدارس الحكومية، ولذلك سوف تنهار في بداياتها، ولكنها الان اقدمت على على فتح ابوابها استغلالا للوضع الذي تعيشه المدارس الحكومية من حيث تحويل بعضها الى قرات عسكرية والشئ الاخر الاضراب الذي دعت اليه النقابات التعليمية وطالبت بإغلاق المدارس حتى يتم صرف كافة المرتبات المتأخرة .

 

ودعا فرحان، حكومة الشرعية، إلى “سرعة صرف المرتبات واعادة فتح المدارس الحكومية”.

 

في حين يذهب البعض إلى أن منح ذلك الكم الهائل من التصاريح للمدارس الخاصة البديلة، وإن كانت لا تمتلك أدنى المعايير، سيكون له عواقب وخيمة على المدى القريب ، من ناحية جودة التعليم ومخرجاته .

 

الباحث في الفكر الإسلامي، علي محمد صالح، اكد أن “بعض مالكي المدراس الخاصة في تعز ينتمون إلى جماعات متشددة، ويقومون بتأطير بعض الطلاب وخاصة الاذكياء لغرس أفكار ومفاهيم متطرفة لديهم، كما انهم يقومون بطباعة بعض المناهج المصاحبة، في العقيدة وغيرها”

 

واشار صالح إلى أن “ذلك سيكون له عواقب وخيمة على المدى البعيد، ستظل تعز الثقافة والوسطية والاعتدال تعاني منه وتتجرع مررته ردهة من الزمن”.

 

وتبقى العملية التعليمية اليوم في تعز وحسب مراقبون، على الرغم من رداءتها ومحاولة تدميرهها، معاناة كبيرة يتكبّد عناءها رواد العملية التعليمية مع الطلاب، فإلى متى يستمر هذا الوضع التعليمي؟!