رائد التعليم الجامعي الحضرمي 

اليمن العربي

الاستاذ الدكتور علي هود باعباد من مننا لا يعرف هذه القامة التعليمية التي حولت الحلم الحضرمي الى حقيقة ملموسة على أرض الواقع فهو يعتبر بحق رائد التعليم الجامعي في حضرموت ولكي تعرف حجم الانجاز أو الاعجاز الذي تحقق على يد ابوعمر فما عليك الا أن تقوم بزيارة خاطفة الى مستشفى أبن سيناء أو مستشفى باشراحيل (الامومة والطفولة ) وترى الكادر الطبي في تلك المرافق الصحية من خريجي كلية الطب بجامعة حضرموت بخلاف مخرجات الكليات الأخر حينها تدرك كم كان صنيع هذا الرجل عظيم وتقف احتراما وتقدير لروحه الطاهرة رحمه الله .

 

كان هاجس تأسيس جامعة حضرموت هو الهاجس الذي يشغل تفكير الدكتور علي هود باعباد والحلم الذي يسعى اليه

 

ففي العام 1965م أصدر فخامة المشير علي عبدالله صالح قرار جمهوري القاضي بتعيين البرفسور علي هود باعباد رئيسا لجامعة حضرموت وكان قرار أنشاء جامعة حضرموت وقرار تعيين البرفسور باعباد مجرد حبر على ورق بينما على أرض الواقع لا يوجد شي يذكر ولكن أرادة باعباد رحمه الله وعزيمته جعلت من المستحيل ممكن فبمجرد أن استلم قرار التعيين لم يلتفت الى الدرجة الوظيفية أو يتعذر بشحة الامكانيات والصعاب التي كانت تقف في طريق تحقيق حلمه بل سعى وبكل قوة الى تذليل الصعاب وتجاوز شحة الامكانيات مستعين بدعم فخامة الرئيس له مستغل علاقته الشخصية وما يحضى  به من سمعة طيبة وعلاقته الشخصية فبدا بأول خطوة له في طريق الالف ميل ولم تمضي الا شهور بسيطة لكي يتم الاعلان عن أول كلية لجامعة حضرموت  ثما توالت النجاحات وتوجت بأنشاء مبنى رئاسة الجامعة في منطقة فوة الانشاءت وانشاء  مجمع الكليات في منطقة فلك يضم في الخطوة الأولى كلية الهندسة بجميع أقسامها وكلية الطب وكان يحلم رحمه الله أن يضم المجمع جميع كليات الجامعة اضافة الى السكن الجامعي وعمل على تحقيق هذا الحلم فكان رحمه الله يعمل ليلا ونهار دون كلل أو ملل فقد سعى بكل جهد وقام برحلات ماكوكيه الى شتى بقاع الارض من أجل جلب افضل الكوادر التعليمية من السودان والعراق ومصر وتوجيه الدعوة لرجال المال والاعمال الحضارم  في المهجر واشراكهم في خطط تنمية الجامعة وتقديم الدعم الازم وكان له ماراد فقد تحول الحلم الى حقيقة واصبحت جامعة حضرموت في عهد تضم عشر كليات موزعة  على المكلا وسيئون وسقطرة وخمسة مراكز بحثية وخمسة واربعين قسما وخمسة عشر منشأة تعليمية حتى غدت واحدة من الجامعات التي يشار لها بالبنان وبرغم كل المعوقات والعراقيل التي حاول البعض زرعه في طريقة الا أن الاستاذ على هود لم يلتفت الى الخلف بل مضى قدما في طريق النجاح وتحقيق الحلم وهنا اقولها بكل صدق وامانة أن حضرموت اليوم في أمس الحاجة لرجال مخلصين يمتلكون كفاءات ونزاهة وعزيمة واصرار البرفسور علي هود باعباد .

 

وفي يوم الجمعة المرافق 8مارس 2013م رحل عن دنيانا الفانية الدكتور علي هود باعباد عن عمر يناهز ال66عام مخلفا وراءه سيرة عاطرة وتاريخا حافل بالعطاء وصرحا تعليما جامعي ((جامعة حضرموت )) رحم الله الدكتور علي هود باعباد ابوعمر الذي حفر اسمه في تاريخ الوجدان الحضرمي وسيظل خالدا في قلوبنا بما قدمه من اعمال جليلة .