النائب العام لدولة القعيطية الحضرمية الرئيس محمد عبود الكثيري

اليمن العربي

يعد محمد عبود الكثيري من ابرز ضباط الشرطة المسلحة لدولة القعيطية الحضرمية تدرج في المناصب العسكرية حتى وصل الى رتبة رئيس واركان الشرطة المسلحة وبفضل قدراته وذكائه والمامه بالقوانين العسكرية والشرعية تم تعيينه مدعي عام للدولة .

عاش الفقيد الكثيري في كنف والده عبود بن عوض الكثيري بمدينة المكلا الذي ادخله للمدرسة حتى وصل الى الدراسة المتوسطة تم تسجيله بالشرطة المسلحة وقد تنقل في عدة مراكز لشرطة في المكلا ووادي عمد ودوعن وبفضل كفاءته ترقى الى رتبة ملازم وشارك في العديد من المعارك الحربية ومنها معركة المدحر وهو من قاد قوة عسكرية في أوج المعركة ونزل بها في الجبال المحيطة بغيل الحالكة وشق طريقة مع القوة الى اسفل الوادي واحتل مركز غيل الحالكة في لحظات حاسمه أدت الى حسم المعركة هناك بدون خسائر في الارواح تلقى عدت دورات في المدرسة الحربية بالمكلا ودورة في عدن في مجال البحث والتحري والادعاء .

لديه شغف بالقراءة ومتابعة الاحداث الهامة وعندما اختير للقيام بمهام المدعي العام للدولة اثبت جدارته فقد ترافع في قضية محاكمة البدو بعد معركة المدحر وأظهر براعته بنجاح منقطع النظير وفي قضية محاكمة حزب الرابطة الشهيرة كان هو المدعي العام وواجه الكثير من الصعوبات في مواجهة المحامين المصريين الاربعة الذين استقدمهم حزب الرابطة وكانوا من المحامين البارزين لكن بذكائه وبراعته استطاع الوقوف في وجه هؤلاء حتى أن احدهم سأله عن دراسته ومؤهلاته فقال له أن تحصل عليها من مدرسة الحياة الكبرى لقد كان حقا فارسا لا يشق له غبار في مجال المحاماة.

وفي قضية المتهمين في محاولة اغتيال القائد صالح بن يسلم بن سميدع وهو بالمناسبة صهره وحافظا على سير العدالة طلب الكثيري أعفاءه من القيام بدوره واختار الملازم علي عامر بارواس للقيام بالمرافعة وبارواس لايقل جدارة عن الكثيري وسنتطرق له في مقال أخر وكان الكثيري شجاع في طلب الاعفاء وقد لبي طلبه من قبل السلطات وقام بارواس بالمهمة على خير وجه .

بعد تسليم السلطة للجبهة القومية في حضرموت في العام 1967م وفي سبيل تهدئة الاوضاع وتطمين السكان كان على رأس قوة عسكرية اتجهت صوب صوط العلي وصوط بلعبيد مهمتها استتباب الأمن وتطمين السكان بالقيادة الجديدة ونجح في مهمته وبعد عودته تم تسريحه من العمل وهو في عنفوان شبابه ولديه الكثير من ما يقدمه للوطن ولكن هذا الجزاء في ظل سلطة الجبهة القومية التي أحالت قسرا العديد من القادة والضباط الشباب ولديهم الكثير من ما يقدمونه لوطنهم من ما جعلهم يتجهون لسوق العمل للحصول على لقمة العيش لسد متطلبات أسرهم ومنهم من هاجر الى الخارج لطلب العيش ... اتجه محمد عبود الكثيري الى العمل في المهنة المحببة له المحاماة ونجح نجاح كبير في عمله الجديد وكانت له مواقف مشرفه في نصرة المظلومين وكشف الحقيقة وتصدى لقضايا كبيرة وكان النجاح نصيبه وكان له موقف في قضية كان أحدا اطرافها من السلطة الحاكمة أنذك تصدى بكل شجاعة وتعرض لكل الضغوط التي لم تفلح في اثنائه عن الترافع فيها وكشف الكثير من المستور وأنصف موكليه وسببت له الكثير من المشاكل مع السلطة الغاشمة اخطرها عندما أحده زوار الفجر ذات ليلة أواخر السبعينيات واختطافه لأحد الشعاب وضربه حتى تكسرت عظامه وتركوه ينزف دما ضنا منهم أنه قد فارق الحياة لكن قدرة الله سخرت له أحد البدو الذي انقده واوصله لبيته وهو يحبوا على يديه في حالة مزريه ولا يستطيع أن يتكلم من ما جعله طريح الفراش لأشهر وسبب له تلك الحادثة الما شديدا وجرحا نازفا حتى وفاته بهدها بفترة وكانت تلك الحادثة المذكرة من الاسباب الرئيسية في وفاته رحمه الله .

كان الكثيري أحد مؤسسي نادي شعب حضرموت بديس المكلا وعنصرا فعالا فيه حتى وفاته ومن الشخصيات المؤثرة في منطقة الديس لما له من وجاهه ورأي سديد يتمتع بدماثة الخلق والفطنة والذكاء ذو كاريزما مؤثرة في المجتمع . ذهب الى عدن لحضور دورة عن المحاميين في السبعينيات ضمت نخبة من المحاميين على مستوى الجمهورية وتحصل على درجة ممتاز الاول من بين المحاميين .

يعد الكثيري نموذجا للعديد من الضباط في عهد الدولة القعيطية الحضرمية المتمرسين والناجحين في اعمالهم وضربوا اروع الامثلة في التضحية والفداء وتطوير قدراتهم بأنفسهم وقدموا خدمة جليلة لوطنهم حضرموت وجاء النظام الجديد البائس بعد 1967م ليدمر تلك الكفاءات والقدرات ولم يستفيد منها بل جعلها خليك في البيت وهم كانوا قدوة في الاخلاق والضبط والربط العسكري ليأتي من بعدهم مليشيات الجبهة القومية التي هدمت كل ما تقدم من بناء حتى وصل بناء الحال اليوم لما نحنا عليه .

توفي الرئيس محمد عبود الكثيري في أواخر العام 1976م في مستشفى باشراحيل بالمكلا بعد مرض الم به من جراء ما تعرض له على يد زوار الفجر . خلف وراءه ثلاثة اولاد وبنتين وقد خرجت الديس في وداعه لقد أحب الديس واحبته الديس واهلها كيف لا وهو من اعيانها .

لقد رافقت عمي فائز الذي كان بجانبه خاله محمد عبود في المستشفى طوال فترة ترقيده لزيارته قبل وفاته بيوم واحد وهي كانت المرة الاخيرة التي شاهدته فيها وكان شاحبا الوجه ولكن كانت ملامح الهيبة والوقار باديه عليه وكان رحمه الله بشوشا وكانت الغرفة مليئة بالزوار اتذكر ذلك جيد برغم أنني لم أتعدى سن العشرة من عمري وفي الختام اسأل الله العلي القدير أن يرحم الجد محمد عبود الكثيري ويسكنه فسيح جناته