هل هناك أمراض للقهوة؟ تعرف على أضرارها من المنظور الطبي

منوعات

قهوة
قهوة

القهوة مشروب محبب، ويقول بعض الناس إنهم لا يتخيلون العيش دونها، ولكن الإفراط في شربها قد يؤدي إلى "تسمم الكافيين"، فما هذه الحالة؟

 

يقول مستشار الطب النفسي الأردني الدكتور وليد سرحان إن القهوة مشروب عالمي مفضل لا يفوقها في التجارة العالمية سوى النفط، ومن المؤكد علميا أن شرب القهوة بكميات معتدلة لدى الأصحاء لا ضرر منه.

 

وتحت عنوان "أمراض القهوة"، كتب مستشار الطب النفسي على صفحته في فيسبوك أن الإقبال العالمي على القهوة مرتبط بخواصها المنشطة والتي قد تكون مرهقة للبعض، والآثار المرهقة تعتمد على كميات القهوة والمشروبات الأخرى المصاحبة لها المحتوية على الكافيين.

 

وأوضح أن الكافيين ينشط الجهاز العصبي والقلب والعضلات ويزيد إفرازات المعدة وإدرار البول. ويحتوي كوب الشاي أو فنجان القهوة أو المشروبات الغازية على الكافيين بمقدار 60-120 ملغم، وحديثا انتشرت مشروبات الطاقة التي تحتوي على كميات متفاوتة من الكافيين.

 

وقال إن مظاهر تسمم الكافيين على الجسم عادة ما تبدأ عندما تتخطى الجرعة 300 ملغم من الكافيين يوميا.

 

وتشمل أعراض تسمم الكافيين:

 

1- العصبية.

 

2- التوتر وسرعة الانفعال.

 

3- صعوبة النوم.

 

4- حمرة الوجه، فالذي يعاني من تسمم الكافيين يميل وجهه للاحمرار.

 

5- زيادة إدرار البول.

 

6- اضطراب الجهاز الهضمي.

 

7- توتر العضلات.

 

8- الكلام يكون في غير انسيابه المعتاد.

 

9- زيادة ضربات القلب أو اضطراب انتظامها.

 

10- قد يترافق هذا مع نشاط زائد وهياج في الأعصاب، وهذا يحدث بكمية كافيين تتراوح بين 500 و1000 ملغم.

 

وقال الدكتور سرحان إننا إذا نظرنا لمعدلات تناول الشاي والقهوة في بلادنا فسنجد أن الكثير من الناس يتجاوزون العشرة فناجين من القهوة والعشرة أكواب من الشاي، وهذا بالتأكيد يزيد على 1000 ملغم من الكافيين بسهولة، ثم يبحث هؤلاء المتسممون بالكافيين عن منَّوم ومهدئ وعلاج للمعدة والأمعاء وسرعة ضربات القلب، وغالبا ما يكون هؤلاء من المدخنين فيتلاقى أثر الكافيين مع النيكوتين، مما يشكل ثنائيا قاتلا.

 

*عادات*

 

وأضاف الدكتور أن "الغريب أن مثل هؤلاء الأفراد يجلسون في صالات الانتظار في العيادات وأقسام الطوارئ وهم يدخنون ويشربون القهوة، ليعددوا هذه الأعراض مع أعراض التدخين من سعال ومشاكل في الفم والرئتين والدورة الدموية. وبحكم حدوث هذا عند معظم الناس أصبح كأنه أمر طبيعي لا يناقش ولا يجوز التراجع عنه، وفي الواقع فإنني أرى أن الكثير من مشاكلنا الصحية وحوادث السير والمشاكل السلوكية الشائعة تعود ولو جزئيا لهذه العادات التي ارتقت إلى ما فوق درجة المراجعة والمناقشة".

 

وقال الدكتور إن هناك بعض مرضى القلق النفسي ممن يعانون من رهبة وتوتر وصداع وآلام جسدية متعددة وصعوبة في النوم، سيجدون التحسن الفوري بمجرد وقف الكافيين، وإن توقف معه النيكوتين أيضا فقد تنتهي مشكلتهم.

 

وأضاف "أما اضطرابات النوم الكثيرة والشائعة من الصعوبة في بداية النوم أو تقطعه، فهي من الأمور التي يصِّر البعض على ألا علاقة لها بالقهوة، لكن لا شك في أن التجربة البسيطة بتخفيف القهوة أو التوقف عنها لبضعة أيام سوف تظهر الفرق".

 

وينصح الدكتور الأصحاء أن يكون أقصى ما يتناولونه يوميا كوبين من الشاي أو فنجانين من القهوة، مؤكدا أن إضافة الحليب للقهوة والشاي لا يغير من آثار الكافيين إلا التخفيف من تأثيرها على المعدة، كما أن القهوة العربية -التي عادة لا يدخلها الناس في الحسبان خصوصا لأنها تشرب بكمية قليلة- غالبا ما تحوي نسبة كبيرة من الكافيين الذي يتجَّمع مع غيره، وبالنسبة للشباب وهواة المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة فعليهم أن يحذروا تجاوز الحدود.

 

وأما من يعاني من مرض عضوي أو نفسي فلا بأس أن يسأل طبيبه عن القهوة والمشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين. ويمكن اعتبار مراقبة الإنسان لشربه من القهوة والشاي والمشروبات الغازية والطاقة من وسائل الوقاية الصحية النفسية والجسدية.