عدن لتموين البواخر .. صرح إقتصادي يصارع من أجل البقاء برغم الصعاب  (تقرير مصور)

الكابتن رياض عبده
الكابتن رياض عبده أحمد

تصارع إدارة عدن لتموين البواخر، التابعة لشركة مصافي عدن، الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد والتي إزدادت تدهوراً خلال السنوات الماضية من أجل البقاء وعدم الإنهيار، كغيرها من المؤسسات الإقتصادية العملاقة التي لم تستطع البقاء أمام التغييرات السياسية والإقتصادية التي عصفت باليمن عامة والجنوب خاصة خلال العقدين ونصف الماضيين .

 

 

 

كاميرا (اليمن العربي) كان لها جولة واسعة في داخل هذه الإدارة العريقة التي يعود تاريخها إلى قرابة مائة عام، وأطلعت على أوضاعها والتقت بمدير الإدارة، الكابتن، رياض عبده أحمد، وكانت لها هذه الحصيلة :

 

 

تاريخ إدارة عدن :

يعود تاريخ تأسيس إدارة عدن لتموين البواخر إلى العام 1919م، حيث قامت شركة البترول البريطانية BP المحدودة ببناء في مدينة التواهي على مدخل ميناء عدن لما يتمتع به هذا الميناء من موقع جغرافي على ملتقى الطرق البحرية بين أوروبا وشرق إفريقيا والشرق الأقصى والهند.

 

 

ويؤكد الكابتن رياض أن إنشاء هذه الإدارة التي أطلق عليها "Bp Aden Company" جاء للإستفادة من الحركة الملاحية في ميناء عدن الذي كان يستقبل آنذاك بواخر وسفن  من مختلف الأحجام والحمولات بلغت حوالي 7000 باخرة في العام، وهذا العدد في ذلك الوقت كان يحتاج إلى كمية كبيرة من وقود المازوت والديزل وهو ما دفع وشجع الشركة البريطانية بالتفكير في بناء فرع لها في مدينة عدن .

 

ويشير الكابتن رياض إلى أنه بعد إنشاء هذه الإدارة رأت بريطانيا أن هناك حاجة لإنشاء مصفاة متخصصة بتكرير الوقود، لتلبية طلب البواخر المتزايد على الوقود، فشرعت في بناء مصفاة عدن  في الأول من نوفمبر عام 1952م في منطقة عدن الصغرى وربطها بالمنشأة بواسطة أنابيب بلغت طولها 19 ميلاً، حيث تقوم المصفاة بضخ الوقود عبر هذه الأنابيب إلى صهاريج وخزانات الزيت في مدينة التواهي .

ميناء للتموين :

 

 

ويشير الكابتن رياض إلى أن ميناء عدن إشتهر كميناء لتزويد البواخر والسفن بالوقود حيث كانت لا تتوقف حركة صنادل نقل الوقود المتنقلة بين البواخر الراسية في ميناء عدن الداخلي وكذا تموين البواخر في المحطات العائمة Oil Sea Terminal Bouys وفي المراسي الخرسانية العائمة Oil Sea Concrete Berth إلى جانب ذلك كفاءة التسهيلات المتوفرة وجودة الوقود وإمتياز الخدمة وسلامة الملاحة وأيضا أهمية موقعة الإستراتيجي كونه حلقة وصل بين الشرق والغرب ومركزا تجاري هام .

رغم ذلك يرى الكاتبن رياض أن هذه الخدمات لم تكن بالمستوى المطلوب نتيجة لعدم وجود سفن صغيرة تقدم خدماتها للسفن العابرة التي ترغب بالتزود خارج الميناء الداخلي والتي تسمى بمنطقة الغاطس .

 

 

 

وقال " هذه السفن بطلبها هذا النوع من الخدمة التوصيل الوقود ( تسليم الباخرة ) في الغاطس Anchorage Area سوف توفر على نفسها صرفيات وتكاليف رسوم أجور المساعدة الملاحية للدخول والخروج من الميناء، رسوم مراسي ورسوم أخرى ونتيجة لعدم وجود مثل هذه التسهيلات تلجأ كثير من بواخر الشركات الملاحية بالتزود بالوقود في موانئ جيبوتي، جده، السويس ، الفجيره"

 

.

مكونات الإدارة :

لدى إدارة عدن ستة عشرة خزان من مختلف الأحجام موزعين على منشأتين ، منشأة التواهي الرئيسية ومنشأة حجيف .

يقول الكابتن رياض، أن الطاقة الخزنية لخزانات مادة الديزل 49500 طن متري والطاقة الخزنية لخزانات مادة المازوت 114500 طن متري ، ولكن نتيجة حرب صيف ۲۰۱۵م تضررت العديد من الخزانات بحيث أصبح إجمالي الطاقة الخزنية لخزانات مادة الديزل والمازوت حوالي 40000 طن متري ( أربعون الف طن متري )  ويتم تموين البواخر الراسية في ميناء عدن عبر تلك المنشأتين المذكورة أنفا منشاة التواهي الرئيسية ومنشأة حجيف والتي جميعها تضم خمسة مضخات تعمل بالديزل وطاقة الضخ لكل منهما 250 طن متري / الساعة.

كما يوجد لدى إدارة عدن لتموين البواخر أ

 

 

ربعة محطات بحرية لتموين البواخر بالوقود إثنان منهم خارج الخدمة وإثنين أخرين Oil Sea Concrete Terminal Berth لا زالوا في الخدمة وهذان المراسي البحرية بعمق 11 متر وتستقبل بواخر ذات حمولة 4۰۰۰۰ طن وطول 240 متر.

أبرز مشاكل الإدارة حالياً :

 

 

 

خلال تجوالنا في الإدارة، إستعرض الكابتن رياض أبرز المشاكل التي تواجه إدارة عدن منها رکود النشاط التجاري في ميناء عدن بسبب الأوضاع الحالية التي نمر بها  وأيضا  عدم توفر النفط الخام لدى شركة مصافي عدن الأمر الذي إنعكس على قدرة الإدارة على تزويد السفن  المارة من خليج عدن بالوقود اللازم، هذا إلى جانب قدم المعدات ووسائل نقل المشتقات النفطية حيث توجد لدى إدارة عدن رفاص واحد في الوقت الحاضر وهذا الرفاص الوحيد الذي تمارس فيه نشاطها التمويني للبواخر الراسية في معلا دكة ، وميناء الحاويات، وأضاف "هناك إثنان من الصنادل  Oil Barge لنقل الوقود إلى البواخر تم إخراجهم من الخدمة ، صندل التواهي سعته 160 طن متري والأخر ( Bp Aden )  سعته ۵۰۰ طن متري نتيجة لعدم وجود أحواض سفن في الوقت الحاضر من أجل ترميمهم وإعادة تأهيلهم" .. مشيراً إلى أن كثير من الخزانات تم إخراجها من الخدمة نتيجة الأضرار التي أصيبت بها في حرب عام ۲۰۱۵م وموضوع إعادة ترميمها وإصلاحها وإعادة تأهيلها تتطلب إمكانيات كبيرة وكفاءات فنية مقتدرة لإعادتها للخدمة .

 

 

 

ولفت أن  إقدم الأرصفة البحرية مرسی سي ومرسى دي ظهرت التشققات في هذه الأرصفة والتي أصبحت تتسع أكثر وأكثر وسوف تؤدي في الأخير إلى عدم قناعة البواخر الأجنبية بالرسو عليها لأنها تشكل خطورة على جسم وبدن بواخرهم نتيجة إحتكاك هذه البواخر بهذه الأرصفة المهترئه والمتهالكة وقد تؤدي في الأخير إلى خروج هذه الأرصفة عن الخدمة .

ولم ينس الكابتن الرياض الإشارة إلى الأوضاع المتدهورة التي تعيشها البلاد والتي جعلت الكثير من خطوط الملاحة الدولية تعزف عن الدخول إلى ميناء عدن للتزود بالوقود . كما وضع الكابتن رياض نقطة مهمة خلال حديثه عن المشاكل التي تواجهها الإدارة، وهي عدم وجود بواخر تسمح بتزويد البواخر بالوقود خارج الميناء، خاصة وأن هناك بواخر ترى أنها في غنى عن دفع التكاليف الباهضة ورسوم الدخول والخروج من ميناء عدن والتي تشمل أجور المساعدة الملاحية ورسوم حراسة، ورسوم الارصفة التي ترسو عليها السفن .

جهود المصفاة وشائعات الخصخصة :

خلال حديثه، تطرق الكابتن رياض إلى الجهود التي بذلتها شركة مصافي عدن وقيادتها الحالية، ممثلة بالمدير التنفيذي، محمد عبدالله البكري، لمعالجة أوضاع الإدارة  .

وقال "أن هناك فريق فني أردني وأخر صيني زاروا الإدارة لتقييمها والإطلاع عن كثب على الوضع الفني لها بهدف وضع الدراسات والتصورات والخطط الفنية لإعادة تأهيل المنشأة بما يسهم في إعادتها إلى وضعها السابق والنهوض بوظيفة الإدارة وتطوير أدائها وكذا في الحفاظ على سمعة ومكانة ميناء عدن الدولي لدى شركات البواخر العالمية وتشجيعها على العودة لإستخدام ميناء عدن نظرا لما يوفره من خدمات سريعة وممتازة لكل البواخر العالمية" وهناك دراسة متكاملة حول ذلك بانتظار توفر الجانب المالي للبدء بالعمل  .

 

 

 

وسخر الكابتن رياض من الشائعات التي تحدثت عن بيع أو خصخصة الإدارة، موضحاً أن من أطلق تلك الشائعات إستند في مزاعمه على شكل اللوحات التي تم وضعها على خزانات الإدارة في مدينة التواهي .

 

 

 

وأضاف "قامت الإدارة بوضع لوحات معدنية لشعار شركة مصافي عدن  على الخزانات وكذا على مبنى قسم التمؤين للإدارة  بدلاً عن اللوحات السابقة التي كانت تحمل اسم إدارة عدن والتي زعم البعض بأن طريقة إعداد تلك اللوحات تهدف إلى فصل إدارة عدن عن الشركة الأم مصافي عدن وهدا الزعم والإدعاء ليس له أي أساس من الصحة كون إدارة عدن لتمؤين البواخر جزء أساسي ورئيسي من مكونات شركة مصافي عدن .