رغم أهميتها الإستراتيجية .. لماذا لم يتم تحرير مكيراس حتى الآن ؟! .. تقرير

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

يمثل تحرير مديرية مكيراس الواقعة بين محافظتي أبين الجنوبية والبيضاء الشمالية، أهمية إستراتيجية كبرى في مشروع القضاء ميليشيا الحوثي الإنقلابية، التي لازالت تسيطر على المديرية ووسط رفض شعبي لها .

 

وتكمن أهمية تحرير مكيراس وتأمينها، في تأمين الجنوب والعاصمة عدن من الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، خاصة بعد علاقات التنسيق بين الجانبين لإستهداف التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، خاصة بعد الدور الكبير الذي لعبته الأخيرة لتطهير الجنوب من التنظيمات المتطرفة التي ظهرت عقب طرد ميليشيا الحوثي الإنقلابية .

 

وتخشى قيادات عسكرية بارزة من تأخر تحرير مكيراس خاصة خلال هذه المرحلة، حيث يرى الخبير العسكري، عبدالله الجعفري، أن الميليشيات قد تستخدم نقيل ثرة الذي تتمركز في أعلاه كمنصة لإطلاق الصواريخ وإستهداف أبين وعدن، وفتح ممرات لتسلل العناصر الإرهابية .

 

وتطل مكيراس على سلسلة جبال الكور، التي تمتد حتى شبوة شرقاً، وترتبط أيضاً بيافع غرباً، وهو ما يجعل لها إهمية إستراتيجية كبيرة للجنوب .

 

كما يحتل مكيراس بُعد إستراتيجي لتأمين محافظة أبين وشريط البحر العربي من تسلل العناصر الإرهابية، إضافة إلى تأمين حدود الجنوب من القوات الحوثية الساعية إلى إعادة غزو الجنوب.

 

وبذل المجلس الإنتقالي الجنوبي جهوداً كبيرة لتحرير المدينة حيث قام بتشكيل لواء صاعقة في أبين وأقام معسكراً في لودر لإستقبال المقاومة الجنوبية والمقاتلين العسكريين السابقين في إطار تحضيرات واسعة بدعم من التحالف العربي لتحرير مكيراس .

 

وأشارت مصادر عسكرية إلى أن عملية تحرير مكيراس أسندت للعقيد صالح الشاجري الذي بدأ الترتيبات خلال الأيام الماضية، وتجنيد العشرات من المقاومة الشعبية بشكل نظامي، والتحضير للبدء بالمعارك قريباً.

 

وفي لقاء جمع رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي، اللواء الركن، أحمد سعيد بن بريك، مع عدد من الشخصيات والقيادات من مديرية مكيراس بمحافظة أبين، أكد بن بريك أن مكيراس لن تترك في قبضة المليشيا الحوثية الإيرانية الظلامية والجماعات الإرهابية، وأن مشاريعها التدميرية الى زوال بفضل الله وقوة وإرادة أبناء شعب الجنوب الأبي وقواته ومقاومته الباسلة التي تسطر أروع الملاحم البطولية، وبدعم وإسناد من الاشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .

 

وفي المقابل تتهم مصادر قبلية، نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، المعروف بولائه لحزب الإصلاح، بالوقوف وراء تأخير تحرير مدينة مكيراس، تحت مزاعم الإنفصال .. مشيرة إلى أن الأحمر كلف قيادي موالي له بعرقلة أي جهود لتحرير مكيراس .

 

وقالت المصادر ان الفطيسي اعترف باستلامه نحو 100 ألف طلقة رصاص باسم مكيراس، لكنه اشترط ان تمنح منها 20 ألف له كمكافئة على استلامها من مأرب، قبل ان يرفض تسليم الذخيرة التي لا تزال بحوزته إلى اليوم .

 

 وعزل الحوثيون مكيراس عن جارتها لودر، حينما اغلقوا عقبة ثرة بتفجيرات يقول مواطنون انه صار من الصعب إعادة فتحها.

 

وينظر العسكريون الجنوبيون إلى تحرير مكيراس بإنه ذو أهمية استراتيجية لتأمين أبين وعدن، ليس من الحوثيين ولكن من الجماعات المتطرفة، التي يقول محافظ أبين ابوبكر حسين انها تتسلل من البيضاء صوب المحافظة الواقعة على شريط بحر العرب.