"الخليج": لم يعد الوضع العراقي يحتمل المماطلة فالغضب بلغ مداه

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيغة خليجية، "عندما نتحدث عن العراق، فإننا نتحدث عن بلد عربي غير عادي، فهو بلد ضارب في التاريخ، حضارته ممتدة لآلاف السنين، أرضه أرض السواد لخضرتها، باطنها ذهب أسود، وشعبها حامل لإرث عظيم، مقدام في الحروب، شجاع، صبور لا يقبل الضيم، إذا ثار لا يرحم، وإذا غنّى أطرب بشجن، وإذا حزن فاضت المآقي دمعاً.

يحتضن مقدسات المسلمين، والرسل والأولياء الصالحين، ويسهر عليها كل العراقيين، كسهر الأم على رضيعها. هو بقعة التلاقي والتلاقح بين أقوام وأديان مختلفة، على أرضه قامت كل الديانات التي يؤمن بها بنو البشر، وحتى تلك الديانات القديمة، مثل الصابئة المندائية، والإيزيدية، والكاكائية، والشبك، والكلدانية، والأشورية وغيرها".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الثلاثاء - تابعها "اليمن العربي" - "هذا هو العراق، بوابة العرب شرقاً، ودرعهم وسيفهم، خاض كل معارك العرب والمسلمين، وأبلى فيها بلاء حسناً، من معركة القادسية إلى معركتي ذي قار وبابل، وصولاً إلى كل معارك فلسطين ضد العصابات الصهيونية، وانتهاء بحرب تشرين (أكتوبر) 1973.

 

ومضت الصحيفة "وإذ نقف أمام العراق اليوم، الذي ابتلي بداء الطائفية، وهو زرع خبيث نما وترعرع في حضن الاحتلال الأمريكي، ثم جاءه الإرهاب صنيعة الاحتلال، ليقتل ويدمر ويذبح ويستبيح المقدسات والأعراض، فإننا أمام بلد جريح مهيض الجناح جنى الاحتلال عليه بدستور هجين لا علاقة للعراق به، إنما كان فخاً وقع فيه العراقيون وتحولوا إلى عشائر وقبائل وطوائف ومذاهب، ثم صار مزرعة للمحاصصة والفساد ولصوص المال العام الذين نهبوا خيرات البلد وتركوه يئن من الفقر والجوع وانعدام التنمية والبنى التحتية رغم الثروات الهائلة التي ينعم بها".

 

وتقول الصحيفة "وعندما يثور الشعب العراقي على كل هؤلاء، فإن ثورته تتحول إلى غضب مكبوت يتفجر في مختلف المدن على شاكلة ما نراه كل يوم على الشاشات، لأن الكيل طفح ولم يعد بمقدور هذا الشعب تحمل المزيد من الإذلال.

إن مطالب الشعب العراقي واضحة، هي باختصار استبدال الطغمة الفاسدة ومحاكمتها واسترداد المال المنهوب، ووضع دستور عراقي جديد ينهي إلى الأبد نظام المحاصصة الطائفية، ويقيم دولة العدالة والقانون ويؤسس لوطن ينعم فيه كل الشعب العراقي بثروته ويتحقق أمنه ويسترد سيادته الكاملة، من دون أي تدخل خارجي قريب أو بعيد، ووضع قانون انتخابي جديد يكفل حرية الاختيار".

 

وأضافت "لم يعد الوضع العراقي يحتمل المماطلة، فالغضب بلغ مداه، وقد يستعر أكثر إذا ما واصل أهل النظام والأحزاب الطائفية التهرب من تحمل مسؤولياتهم، واعتبار أن ما يحدث مجرد فورة لا تلبث أن تخمد".

 

واختتمت "ويل لأهل النظام إذا بلغ غضب الشعب مداه.. لعل التاريخ يحكي لنا ماذا حل بمن حكموا واستبدوا بدءاً من ثورة العشرين حتى ثورات وانقلابات خمسينات وستينات القرن الماضي".