American Son

اليمن العربي

كيري واشنطن ،وستيفن باسكويل ، وجيريمي جوردان، ويوجين لي ،أربعة ممثلين فقط وفي غرفة واحدة كل ما احتاجه المخرج المبدع كيني ليون للكشف عما يدور في داخل المجتمع الأمريكي الأفريقي ويناقش أهم قضية تؤرق مضاجع مجتمع كامل، يعاني من مشكلة أزلية ارتبطت به منذ أن قدم أجدادهم إلى أمريكا ،في هذا العمل لم يستطع المطر الغزير والذي كان يهطل منذ بدية الفلم في أن يخفف من الأجواء المشحونة أو أن يهدئ من روع الأحداث المتسارعة والمثيرة والغامضة في أن ،تغوص في عمق حضارة وسيكلوجية المجتمع المقهور والذي عانى من تهميش وعنصرية على مدى بعيد لتؤثر في نشأة وشخصية الفرد في بلد رغم أنه استطاع أن يصل إلى حكمها رئيس أسمر يوما ما ، إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا...فما أن تهدأ النفس إلا يشعلها مقتل رجل أسمر على يد رجال الشرطة .

 

شعب يعاني من الخوف من رصاصة غادرة من رجل شرطة دون تبرير يكفي فقط أن يكون لونك مختلف لتشعر بالخوف .

 

 

مستوى حوار عميق ورائع يشخص المشكلة وأسبابها تتضح لك الصورة وأنت لم تغادر تلك الغرفة تكره الشرطي ثم تتعاطف معه ،تتعاطف مع الأم المكلومة ثم تلومها ومن ثم تتعاطف معها وتكره المجتمع ثم تتعاطف معه ،تفهم المشكلة وثم تكتشف أنك لم تفهم ولن تفهم .

 

غرفة ضيقة فتح من خلالها المخرج نافذة على دولة تحتضر من الداخل تطحنها العنصرية والكراهية يتبدد أمامك الحلم الأمريكي عندما تفتح النافذة الخلفية لذلك البلد .

 

يدخلك الفلم إلى فلسفة الوطن وماذا يعني لكل فرد ،الأرض الفرد والمجتمع كلها أسئلة توضع أمامك الرفاهيه والمال لاتعني شيء إذا غاب الشعور بالأمان .

 

أمة تشتعل من الداخل يختفي كل هذا داخل عظمة وكبرياء أكبر دولة في العالم.

 

 

الفلم قد لايعجب الكثير من المشاهدين الذين يعشقون المباشرة أو الكوميديا أو الرومانسية لكن سيكون ممتع لكل مهتم بالإنسان .

 

كرة العنصرية قنبلة موقوتة تدمر الأوطان من الداخل وتجعل الوطن لامعنى ..يختفى خلف قطعة قماش يتمسح بها ويختفى ورائها فئات ولايعني لآخرين أكثر من قطعة قماش لاتصلح لمسح دموع المظلومين.

 

 

وفي الأخير الفلم يعطينا نموذج عن إمكانية صنع عمل راقي ويعطي رسالة بأقل الإمكانات فلو لم يتم حساب أجر الممثلين وطاقم التصوير قد لاتزيد ميزانية الإنتاج عن ١٠ الاف دولار .