استقالات تضرب صحيفة "حزب الله"

عرب وعالم

اليمن العربي

تشهد صحيفة "الأخبار" في بيروت موجة من المعارضة الداخلية والتململ أدت حتى اليوم إلى تقديم اثنين من كتابها استقالتهما بشكل علني اعتراضاً على السياسة التحريرية. وأعلن اثنان من الكتاب البارزين في الصحيفة، التي يعتبرها الكثير من اللبنانيين بأنها ناطقة باسم حزب الله، عن تقديم استقالتهما بعد أن شهدا على "الفضيحة" التحريرية في كيفية مقاربة إدارة الصحيفة للتظاهرات التي تشهدها الساحات اللبنانية منذ السابع عشر من الشهر الماضي حتى اليوم تحت عنوان "لبنان ينتفض".

وكانت الصحافية جوي سليم وصفت في منشور عبر حسابها على فيس بوك في 29 أكتوبر (تشرين الأول) أن تعامل "الأخبار" مع الانتفاضة اللبنانية كان "أقرب إلى الفضيحة". ولفتت إلى أن الصحيفة انضمت منذ انطلاق الاحتجاجات إلى "صفوف الثورة المضادة"، أي الموالية للنظام المتمثل برئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري (قبل استقالته) ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

ولطالما عبّرت صحيفة "الأخبار" عن لسان حال المواقف الموالية لتنظيم حزب الله الإرهابي، وأتبعته لاحقاً بعد اندلاع التحركات الاحتجاجية بمواقف الأحزاب الموالية لحزب الله ومن بينها التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية ويرأسه صهره وزير الخارجية جبران باسيل.

وعمدت "الأخبار" يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) إلى نشر عنوان "خطف الحراك" على الصفحة الأولى للجريدة، متهمة المتظاهرين بتلقيهم دعماً مالياً خارجياً وبكون التحركات تدار من الخارج، الأمر الذي أثار غضب المتظاهرين في ساحات الاعتصام.

وتعليقاً على هذا العنوان، أكدت سليم في بيان استقالتها أن الصحيفة "قدمت مادة مؤامراتية تحريضية وشائعات غذّت ما حدث اليوم في الشارع من هجوم (مواطنين) (هكذا دعتهم الأخبار على فيس بوك) على المعتصمين"، إذ ادعت وجود مؤامرة متعددة الأطراف تستهدف حزب الله في لبنان، بحسب "الأخبار". وصباح اليوم الإثنين، كشف الصحافي الاقتصادي محمد زبيب عن تقديم استقالته "مع آخرين" من الجريدة في الأسبوع الماضي عبر منشور على صفحته على فيس بوك، مؤكداً اتخاذه هذه الخطوة "احتجاجاً على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة وانفصامها الذي يطبع مسيرتها منذ 8 سنوات من دون أي علاج".

وكان رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري قدم استقالته الأسبوع الماضي على وقع الاحتجاجات الشعبية، إلا أن المحتجين يواصلون الضغط لتحقيق بقية المطالب، ومن بينها محاربة الفساد وتشكيل حكومة تكنوقراط.

وتعهد الرئيس ميشال عون الأسبوع الجاري بتشكيل حكومة جديد عقب استقالة الحريري، مؤكداً أنه سيقوم بـ"عملية انتقال من نظام طائفي إلى دولة مدنية". وتشهد البلاد "أزمة خطيرة" بعد 15 يوماً من الاحتجاجات المتوالية في شوارع العاصمة ومدن أخرى. وأسفرت الاحتجاجات عن إغلاق المصارف والهيئات التعليمية وتوقف جانب كبير من النشاط اليومي للبلد الصغير الذي يشهد أزمة اقتصادية خطيرة ومتأثر للغاية من التوترات السياسية الإقليمية مثل النزاع في سوريا المجاورة.