لماذا اختار المطلوب الأول منطقة اختباء قرب حدود تركيا؟

اليمن العربي

 لماذا اختار أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، منطقة سورية على حدود تركيا وترك صحراء الأنبار وغيرها من مناطق العراق التي اعتاد تنظيمه على اللجوء إليها عند خروجه أو إخراجه من حواضر المدن؟.

 

لا علاقة لهذا بالتمويه من خلال التواجد في منطقة يستبعد خصومه تواجده فيها، كما فعل أسامة بن لادن، حين اختار "إبت أباد" في باكستان مكانا للاختباء، فمحافظة إدلب السورية جبهة مواجهات وتتواجد فيها هيئة تحرير الشمال، المحسوبة على القاعدة، ما يعني أن المحافظة تحت مجهر استخبارات أكثر من دولة.

 

من الصعب القول إنه كان يتنقل من منطقة إلى أخرى، وأن العملية تمت في إحدى محطاته المؤقتة، لأن كل المناطق المحيطة به تحت سيطرة خصومه، والتحرك فيها مجازفة كبيرة، خصوصا وأنه المطلوب الأول عالميا.

 

كل الطرق تؤدي إلى أنقرة، التي سبق للتنظيم أن تعامل معها إبان سيطرته على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، من خلال بيع المشتقات النفطية وغيرها.

 

كما مثلت تركيا محطة مثالية للأجانب الذين التحقوا بالتنظيم خلال فترة سيطرته على تلك المناطق، فجل الذين التحقوا بالتنظيم وصلوا إلى تركيا أولا، ومنها إلى العراق أو سوريا، دون أن تتخذ أنقرة أية تدابير على الحدود لمنع حركة التنقل بين مناطقها ومناطق يخوض فيها العالم أجمع حربا ضد تنظيم متطرف.

 

في العام 2015، كان يفصل الجنود الأتراك، عن مسلحي داعش في مدينة كوباني، أو عين العرب، سياج خفيف، وكان حراس الحدود التركي يتبادلون الأحاديث مع المسلحين التابعين للتنظيم كما لو أنهم قوات رسمية تابعة لدولة مجاورة.

 

من الأخير.. لم يكن البغدادي قلقا من تركيا، وربما حصل على وعود بالحماية، وهذا التفسير المنطقي لاختيار غير منطقي لمكان الاختباء، ولا شيء آخر.