تكنولوجيا "القياسات الحيوية".. طريقة التعرف على البغدادي بعد قتله

عرب وعالم

اليمن العربي

لم تمر دقائق على مقتل أبوبكر البغدادي، زعيم داعش الإرهابي، على يد القوات الأمريكية، إلا وكان تأكيد الولايات المتحدة أنه هو الرجل الذي طال انتظاره، مستخدمة في ذلك تكنولوجيا جديدة واختبار الحمض النووي للتأكد من هويته بشكل فوري. 

 

"القياسات الحيوية"، طريقة جديدة للتأكد من هوية الشخص تستخدم السمات البشرية مثل بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه أو غير ذلك من الخصائص المادية، كانت سببا للتأكد من جثة الإرهابي.

 

قناة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية نشرت تقريرا عن كيفية تأكد القوات الخاصة الأمريكية من هوية البغدادي، حيث قالت نقلا عن مراسلها إن رأس البغدادي ظل سليما بعد الانفجار، ما سمح للقوات الخاصة باستخدام القياسات الحيوية، ليتمكنوا من التعرف على الوجه، وتحديد هويته على الفور.

 

وفقًا لصحيفة آرم تايمز، يمكن للقوات الأمريكية استخدام صورة مأخوذة لإرهابي أو مشتبه به للبحث في قواعد بيانات الصور التي تراكمت لدى الجيش بمرور الوقت لمطابقة هوية الفرد.

 

ولم تشك قوات العمليات الخاصة الأمريكية في أن الجثة المشوهة للرجل الذي قتل خلال غارة جريئة ليلة السبت في سوريا كان زعيم داعش الذي طال انتظاره، حيث قال الرئيس دونالد ترامب في معرض حديثه عن رفات البغدادي، خلال مؤتمر صحفي صباح الأحد عقب الغارة، إنه "لم يتبق الكثير من الجثمان، لكن ما زالت هناك أجزاء كبيرة أعادوها."

 

وأشار ترامب إلى أنهم حصلوا على عينات من الحمض النووي للبغدادي، ولم يتضح كيف حصلوا عليها، لكن مسؤولا أمريكيا أخبر صحيفة واشنطن بوست، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن إحدى بناته قدمت الحمض النووي طواعية.

 

وأضاف ترامب: "لقد قاموا بإجراء اختبار في الموقع لأنه كان علينا معرفة ذلك. لقد كانت مكالمة سريعة للغاية حدثت بعد نحو 15 دقيقة من مقتله، وكانت إيجابية."

 

وأعلن ترامب "لقد كان هو".

 

جدير بالذكر أنه بعد قتل مشاة البحرية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان في عام 2011، استغرق الأمر ثماني ساعات لتأكيد هويته من خلال تحليل الحمض النووي، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في عام 2013، نقلاً عن وثيقة المخابرات الأمريكية السرية للغاية، حيث اضطرت القوات لأخذ عينات من رفات الإرهابي فعليا إلى مختبر الحمض النووي الأمريكي في أفغانستان لتأكيد التطابق.

 

منذ ذلك الحين، سمحت التطورات في التكنولوجيا لما يسمى "اختبار الحمض النووي الفوري"، ما يقلل بشكل كبير من وقت المعالجة لتحقيق النتائج.

 

في عام 2015، كشفت قيادة العمليات الخاصة للولايات المتحدة عن استخدام أنواع جديدة من مختبرات الحمض النووي المحمولة التي يمكن أن تظهر النتائج في غضون 90 دقيقة فقط بدلاً من أسابيع من الانتظار، وفقًا لموقع دفنس نيوز في ذلك الوقت. تزن الأجهزة في ذلك الوقت نحو 120 إلى 200 رطل وتتكلف نحو 250 ألف دولار لكل جهاز.

 

وقال مايكل فيتز، مدير برنامج للاستغلال الحساس للموقع التابع لقيادة العمليات الخاصة للولايات المتحدة: "إنها تقنية رائدة ومبتكرة".

 

وأعرب عن أمله في أن يؤدي التقدم التكنولوجي إلى إنتاج أجهزة أصغر وأخف وزنا في القريب العاجل.

 

ولم يكشف بعد عن نوع الأجهزة التي استخدمت خلال غارة البغدادي للتأكد من هوية زعيم داعش.