كغيرها من الأسر اليمنية.. أسرة من تهامة تدفع ثمن الحرب التي تقودها المليشيات الحوثية

أخبار محلية

اليمن العربي

أجبر المواطن محمد حساني، العام الماضي على النزوح مع أسرته من منطقة الحصيب الريفية الواقعة شرق حيس، بعدما أطبقت مليشيات الحوثي حصاراً على أهاليها لأربعة أيام، ومنعتهم من الخروج للتزود بالمؤن الغذائية، عقاباً على تعاطفهم مع القوات المشتركة، ورغبتهم في تحرر مناطقهم من المليشيات الإجرامية.

 

وشعر حساني حينها بالخوف، ولم يجد من خيار سوى الرحيل، بعدما تأكد له أن العيش في ظل وجود المليشيات يظل أمراً محفوفاً بالمخاطر، فحمل أطفاله الثمانية مع خمس أسر أخرى وغادر.

 

في البداية أوهم مليشيات الحوثي أنه في طريقه إلى مدينة الحديدة كي تسمح له بالخروج، وسلك إلى جانب الأسر المهجرة الأخرى طرقاً فرعية بعيدة عن أعين مليشيات الحوثي، تاركاً خلفه منزله وكل ما يملك.

 

عند وصوله إلى مدينة المخا بعد رحلة سفر شاقة، لم يجد فيها مبنى ليأويه سوى مكتب الأشغال، فاستقر فيه مع الأسر المهجرة الأخرى، وبعد فترة وجيزة، انتقلت من المبنى ثلاث أسر إلى منازل مستأجرة، مما أتاح مجالاً أوسع للأسر المتبقية، لكن وضع النزوح في المجمل يظل أمرا سيئا، فالغرفتان اللتان يعيش فيهما حاليا خُلع باباهما وكذا شبابيكهما، مما يضطره لتغطيتها بما تيسر له من قطع قماشية، ليمنع الرياح والأتربة من الدخول إليهما.

 

كما أن أسرته تتشارك مع الأسر الثلاث حماما واحدا يقع في الدور الأرضي، بعد انهيار دورة مياه الدور الثاني، نتيجة التآكل الحاصل في خرسانتها المسلحة، وتعطل حمامات أخرى في المبنى.

 

وتعيش أسرة حساني ظروفاً معيشية صعبة، دفعت ثلاثة من أبنائه "ولد وبنتين" للتوقف عن مواصلة تعليمهم، بعد عجز والدهم عن توفير متطلباتهم، حيث كان نايف (12 عاماً) يدرس في الصف الخامس، أما ابنتاه (15 و17 عاماً) فكانتا في الصف الثاني والثالث الإعدادي.

 

يعمل نايف حالياً رغم جسده الضعيف، حمالاً في أحد المحلات التجارية في المخا، ليساعد والده على توفير احتياجات الأسرة، أما هو فيعمل في أعمال غير منتظمة، ليكسب القليل من المال، إذ يؤمن له قدراً يسيراً من احتياجات أسرته المعيشية.

 

رغم المآسي التي تعيشها الأسرة يومياً، فهي مهددة بالطرد من قبل السلطة المحلية، والتي تطالبها بالخروج من المبنى، لكن حساني النازح والعاطل عن العمل، لا يستطيع استئجار شقة سكنية يبلغ إيجارها الشهري 70 ألف ريال، كما هو غير قادر على العودة إلى مسقط رأسه للمخاطر التي يشكلها وجود مليشيات الحوثي.