مراقبون يكشفون لــ "اليمن العربي" كيف تمت الصفقة الأخيرة بين الحوثي والإصلاح (تقرير خاص )

تقارير وتحقيقات

الحوثيين
الحوثيين

بادل حزب الإصلاح 14 أسيراً من ميليشيا الحوثي الإنقلابية، ب 5 أشخاص متهمين بمحاولة إغتيال الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في الحادثة المعروفة بحادثة النهدين.

 

وأفرجت الميليشيات الحوثية في وقت متأخر من مساء الخميس، عن 5 أشخاص كانوا معتقلين منذ نحو 8 سنوات، بتهمة محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في تفجير جامع النهدين عام 2011.

 

وكشفت مصدر لــ"اليمن العربي"، بأن مليشيا الحوثي الإيرانية، تسعى إلى احتكار النشاط التجاري من خلال مجموعة من التجار التابعين لهم، كما كان حال جماعة الاخوان المسلمين في اليمن "حزب الاصلاح" ولهذا تحاصر الجماعة البيوت التجاري بالضرائب والجبايات المالية، وتأخذ مبالغ مالية كبيرة على الشحنات النفطية.

 

وأضاف المصدر في تصريحات خاصة بأنه عندما بدأت الحكومة الشرعية من خلال اللجنة الاقتصادية وضع ضوابط للاستيراد للمشتقات النفطية شعرت مليشيا الحوثي أنها مستهدفة وهناك مسعى لزيادة العائدات للحكومة على حساب المبالغ الكبيرة التي تفرضها على التجار، لذلك استخدمت حاجة المواطنين في مناطق سيطرتها للضغط عليهم وتقليل كمية الوقود المباع لهم بما يضمن شح في الكميات المعروضة في الاسواق.  

 

وأشار المصدر الذي رفض ذكر اسمه، بأن مليشيا الحوثي قامت تحت مبرر محاربة بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء بملاحقة من يبيعونها في عبوات عشرين لتر، ورغم أن كثير محطات المواد البترولية لديها كميات كبيرة إلا أنها  بحسب مصادر موثوقة  أمرت المحطات بعدم البيع والاكتفاء بمضخة واحدة تبيع منها المحطة لعدد محدود ولساعات محددة، وكانت النتيجة طوابير طويلة للسيارات بانتظار الدور لتعبة 40 لتر لمدة اسبوع، ويقوم الحوثيون بتزويد أعضاءهم والعاملين في الجهات الخاضعة بهم بكوبونات صرف من محطات مغلقة على الجمهور ومحصورة لهم، الامر الذي يجعلهم يحصلون على ما يكفيهم من المشتقات. 

 

وأكد المصدر بأنه تم إبتكار حيلة مؤخراً بإيداع ضرائب المشتقات في البنك المركزي الخاضع لسلطة الحوثين في الحديدة بدل عدن، وهكذا يحتفظ الحوثين بالسيطرة على المشتقات النفطية.

 

كما قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر بأن المليشيا الحوثية الموالية لإيران عمدت خلال الفترة الأخيرة باختيار عدد من الأسرى الذين أكملوا التدريبات لدى الحوثيين من أجل تشييعهم، إلى الإفراج عنهم، زاعمة أن ذلك مبادرة حسن نية منها، إضافة إلى اتمامها صفقات تبادل مع حزب الاصلاح، والإفراج عن المشبوهين ومن لديهم قضايا جنائية وإرهابية مع حزب الإصلاح بعيدًا عن اتفاقية السويد.

 

وأضاف في تصريحات خاصة لــ "اليمن العربي"، بأن إطلاق المليشيا الحوثية المدعومة من ايران لمتهمين في جريمة محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح يجعلهم شركاء في هذه الجريمة الارهابية، لا سيما وأن من أفرجت عنهم مصنفين جماعة إرهابية الذي من مجلس الأمن في قراره رقم 2014 لعام ٢٠١١، بل يؤكد انهم متفاهمين ومنسقين مع  الجماعات الارهابية.

 

وكشفت مصدر لــ "اليمن العربي" بأنه من الواضح أن  التفاهمات بين مليشيا الحوثي الإيرانية وحزب الإصلاح بدأت هذه التفاهمات من قبل أكثر من سنة تقريبا، حيث انسحبت قوات محسوبة على الاصلاح من منطقة المعارك في مريس والعود بمحافظة الضالع ، واتجهت الى داخل مدينة تعز حيث التواجد الكبير للاصلاح، والهدف هو تمكين الحوثي من المناطق الحدودية السابقة بين الشطرين قبل الوحدة.

 

وأضاف المصدر الذى رفض ذكر اسمه، بأن حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين" يأمل من ذلك أن يتمكن الحوثي من هزيمة القوات العسكرية الجنوبية المحسوبة على المجلس الإنتقالي الجنوبي ، ولكن الحوثين تم هزيمتهم ولم يتقدموا في الضالع. 

 

وقال بأن عملية التبادل للاسرى والافراج عن عناصر إصلاحية مسجونين رهن المحاكمة في جريمة تفجير جامع النهدين في الرئاسة عام 2011 لتؤكد هذا التواصل والتفاهم بين الاصلاح والحوثين، حيث قدم الاصلاح أسماء المساجين من أعضاءه وهم رهن المحاكمة كأسرى، وقام الحوثي بالافراج عنهم منتهكا السلطة القضائية.

 

وأضاف أنه نظرا لأن حادث النهدين قد تسبب في إصابات بالغه للرئيس السابق علي عبدالله صالح وكذا موت رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبدالغني وإصابات بالغه تسببت في قطع أطراف رئيس المؤتمر الشعبي العام الحالي الشيخ صادق أمين ابوراس ورئيس مجلس النواب اليمني يحي الراعي، ورئيس الوزراء الاسبق علي محمد مجور وآخرين ماتوا واصيبوا، فقد كان من نتيجة هذا التفاهم الحوثي الاصلاحي أن المؤتمر الشعبي العام اليوم قرر تعليق مشاركته في المجلس السياسي والحكومة ومجلسي النواب والشورى ، الأمر الذي يعني أن الحوثي يتصرف منفردا ولا يتحمل المؤتمر الشعبي العام الغاضب من التقارب الحوثي الاصلاحي أي مسئولية عن الاوضاع الراهنة في مناطق سيطرة الحوثي. 

وقال المحلل السياسي اليمني "عبدالخالق الحود"، إن تبادل الأسرى بين الحوثيين وحزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن قائم منذ بداية الحرب، حيث أفرجت الجماعة قبل عامين عن واحد من أكبر قيادات الحزب في الحديدة يدعى الشيخ أبو مريم " ضل سجينا لديهم لمدة 8 أشهر.

 

وأضاف في تصريحات خاصة لــ "اليمن العربي"، بأن الطرفان تبادلوا العشرات من الأسرى في صفقات لم يكشف النقاب عنها وتتم غالبا في الخفاء الجديد هذه المرة كان إطلاق سراح السجناء على ذمة قضية استهداف مسجد النهدين عام 2012م .

 

وقال هذه هي العملية التي أصيب فيها الرئيس السابق على عبدالله صالح وقتل فيها عدد من مرافقيه بينهم مسؤولين في الدولة.

 

وأشار أنه يبدو أن التقارب الأخير بين الجانبين برعاية قطرية كان من ثمارها هذه الصفقة، بالإضافة إلى تكفل الدوحة بطباعة المنهاج المدرسي للحوثيين إلى جانب تفاهمات وتعاون في المجالين العسكري والسياسي.