جمال الشعري في حواره لـ"اليمن العربي": روايتي أبكت لجنة التحكيم..وهذه أسرار محاولة إغتيالي

تقارير وتحقيقات

جمال الشعري
جمال الشعري

لم تكن المأساة الإنسانية في اليمن بكل ما حملته من ألم وقتلى ومصابين ومشكلات سياسية، تمنع أصوات الإبداع أن تنطلق من داخله، فلم ييأس أو يستسلم للمعاناة، وكسر حواجز الخوف التي واجهت طريقه، حيث حمل طموحه وآمال شعبه من تعز إلى القاهرة، ليتتوج بطلاً للرواية العربية في مهرجان إبداع، إنه الروائي اليمني الشاب "جمال الشعري"، والتي حاورته "اليمن العربي"، لتستكشف معه لحظات فرحه وألمه ومعاناته قبل وبعد حصوله على جائزة مهرجان إبداع، كأفضل روائي عربي في عام 2019.

 

كيف ترى تجربتك مع مهرجان إبداع؟ وهل كنت متفائل أنه كان في مصر؟

مصر استضافتنا بلا فيزا وبلا تأشيرة، وشعبها طيب ومعتاد على الأجنبي، وأكد الشعري لـ"اليمن العربي"، أنه درست في مصر وعشت تجارب كثيرة بها ، وتعتبر القاهرة هي البلد الأخرى التي توفر له مقومات الحياة، وبالفعل كنت متفائل جدًا أن مهرجان إبداع 2019 كان في القاهرة، خاصة وأنها بلد يعرف تضاريسها سواء السياسية أو الإجتماعية أو حتى تضاريس الطقس.

ما أصعب شيئ واجهته في المسابقة؟

 

أنتقلت عبر ظروف سيئة من تعز إلى عدن، وكان لابد لكي يسافر أن يكون معه تقرير طبي وأستلم الدعوة في 10 فبراير وكان ثاني يوم هو أجازة 11 فبراير الثورية، وهو واحد من المعوقات البسيطة التي قابلته أثناء سفره إلى المهرجان.

كيف أثرت مصر والرئيس جمال عبد الناصر في اليمن؟

محافظة تعز كان لها دور خاص في ثورة 26 سبتمبر، حيث كانت معقل للثورة ضد الإمام، وأنها من أكثر المحافظات التي وقفت مع القوات المصرية التي أرسلها لليمن الرئيس جمال عبد الناصر، و عبد الناصر لم يخطب في الجمهوريين إلا في محافظة تعز، حيث زار اليمن وتفقد جبهة الحرب آنذاك، ولا تزال خطابه عالقًا في أذهان اليمنيين، حيث شهد حشد جماهيري ضخم جدًا لمشاهدة الزعيم وسماع خطابه، و تعز بها شارع يسمى شارع جمال عبد الناصر، وهو الشارع الذي خطب فيه الرئيس عبد الناصر في اليمنيين، ولا يزال الكثيرين من أهل تعز يتذكرون خطاب الزعيم ويحفظون أجزاء منه

 

  ما هي إنطباعات لجنة التحكيم عن الرواية؟

إحدى عضوات لجنة التحكيم  في مهرجان إبداع  قالت له إن الرواية التي تقدم بها للمسابقة وهي رواية هي رواية ثيروذاتية رغم أنها ليست كذلك، وهذا بسبب أنني  كتبتها يصدق وكتبتها بحرقة،  وعضو تحكيم أخر قال له نصًا "منك لله ابكيتني"، وذلك رغم  أن الرواية تتحدث عن جانب فرحي مبهج لدرجة أنه فيها التقاء جسدين لحبيبين، ولكن السر في ذلك يمكن في أن أكبر بصمة تركتها الرواية في أذهان اللجنة  هي نقل المعاناة في اليمن.

 

حدثنا عن محاولة إغتيالك؟

حدثت أثناء قيامي بعمل إعلامي مع إثنين من المصورين من تعز وهما الإعلامي المعروف انيس مهيوب ، وأكرم القاسمي مصور قناة الجزيرة الوثائقية في بداية انحراف الجزيرة في تعز، و لم يتعدى 5 دقائق من قيادة السيارة حتى إكتشفنا الحقيقة، الطريق ذهاب وإياب بعد صلاة المغرب مباشرة لا يوجد به أحد، وجماعتين مسلحتين من الأمام ومن الخلف الخلف يمنعون مرور أحد، او اي  مركبات، غير الموتور –السيارة ربع النقل- الذي كان يحمل سلاح ويركن بجوار الرصيف، الطريق كان خالي بالفعل من المركبات، ولكن إحدى المركبات خرجت من طريق جانبي، وهي عبارة عن شاحنة كبيرة، لتقوم بتغطية تحرك الموتور، وسط نداءات لهلشاحنة من المجموعات المسلحة بالتوقف، ولكنه جري بأقصى ليقف أمام سيارتنا، وهنا إنطلقت أول طلقة ، وكانت الطلقة من نوع متفجر، فلم يشعر إلا بشظايا ، وطلقات إخترقت الشاحنة، وبعد ما مرت الشاحنة قفزوا إلى زقاق بين عمارتين ليكتشف أنه أصيب

 

ماذا فعلت بعد إصابتك؟

إلى مستشفى الصفوة، وتديره مجموعة من الأطباء الإخوان، وجلست حوالي ساعة ونصف في إنتظار طبيب، دون أن أتلقى حتى مجارحة، وبدأت بطني تنتفخ بشكل عجيب، وما نزف في بطني كان كبير رغم أن ما نزل من دماء كان قليل، وكان إنتفاخ بطنيب كبير مثل إمرأة في شهرها الخامس، ثم نقلت إلى مستشقفى خاص آخر ، كان العلاج في مستشفى الصفوة على نفقة الملك سلمان ولكن في المستشفى الخاص كان على نفقتي الخاصة".

من تتهم أنه قام بإغتيالك؟

أنا لا أعرف غريمي على وجه التحديد ولكن ما أعرفه أن محاولة الإختيال تمت على بعد مترات قليلة من مقر حزب الإصلاح جناح جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

كيف ترى النزاع في اليمن؟

كل من حمل السلاح في اليمن هو مجرم ويجب أن يحاسب على حمامات الدماء المسالة في الشوارع، والتي لم تنتهي منذ 4 سنوات، وهو أحد الجوانب التي جسدتها روايتي وهو تأثير الحرب على تمزيق الأسر