صحيفة: ماذا عن الحماقات التي تقوم بها تركيا في دول أخرى غير سوريا؟

عرب وعالم

أردوغان
أردوغان

قالت صحيفة خليجية، "رغم معرفة العالم أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، كثيراً ما ينتهك كل ما هو متعارف عليه، لكنه لم يتوان عن وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بألفاظ قلما تم التعارف عليها بين الرؤساء، عندما أرسل رسالة لنظيره التركي محذراً إياه من مواصلة الحماقة وتجنب دخول التاريخ كـ”شيطان”.. وذلك على خلفية غزوه للشمال السوري قبل أن يذعن للإنذار الأمريكي بتدمير الاقتصاد التركي، ويعلن وقف العدوان الوحشي الذي استمر أسبوعاً على الشمال السوري، وإن كانت الأيام المقبلة كفيلة بإجلاء كل ما تم الاتفاق عليه ومدى الالتزام به".

 

وأضافت صحيفة "الوطن" الصادرة اليوم الأحد - تابعها "اليمن العربي"- "لو سلمنا جدلاً أن وقف التدخل التركي في سوريا تم، وهذا مستحيل ولا يمكن أن يتوقف أردوغان عن مواصلته، خاصة من ناحية تبنيه لعشرات الآلاف من مسلحي المليشيات الإرهابية".

 

ومضت "لكن ماذا عن الحماقات التي تقوم بها تركيا في دول أخرى وتواصلها مثل ليبيا ومعاداتها لمصر وتدخلها في قضايا ليست من حقها؟ وكيف يمكن وقف تمويل المليشيات الإرهابية في ليبيا وإنهاء تسليحها ومدها بما يلزم وخاصة الطائرات المسيرة لتوقيف ما ترتكبه من جرائم في العاصمة، وكيف يمكن وضع حد لدعم أردوغان لجماعة “الإخوان” الإرهابية التي تستهدف مصر وسلامتها واستقرارها، وهي العدو الأول لكل ما يمت للدول الوطنية بصلة".

 

وتابعت "صحيح أن العلاقات بين الدول تقوم على تحقيق المصالح المشتركة، لكن لا يمكن أن يتم السماح لأي نظام بأن يقوم بتحقيق أهدافه –خاصة عندما تكون غير مشروعة كأن تكون توسعية أو لسلب أراضي الآخرين بالقوة- وفي حالة غريبة مثل الوضع التركي فإن هذا يتم انتهاجه منذ سنوات من قبل تركيا التي تستغل أنها ضمن حلف شمال الأطلسي “الناتو” وعلاقاتها المعقدة مع الاتحاد الأوروبي التي وصلت بفعل التوتر إلى شبه قطيعة دائمة، وتعاملت فيها تركيا بلغة تهديدية بهدف الابتزاز السياسي، وكان الرد الأوروبي في الفترة الأخيرة ما بين وقف توريد السلاح تارة والدعوات لقطع العلاقات مع تركيا تارة أخرى".

 

واختتمت "كم أزمة سيتحمل العالم، وكم سيبقى التعامل مع رعاة الإرهاب بهذه الطريقة التي لا تناسب الخطر الناجم عنه خاصة عندما يعمل البعض على اتباع إرهاب الدولة بكل معنى الكلمة، وكون تلك الجرائم تطال الملايين من أبناء شعوب أخرى لا علاقة لأردوغان بها مطلقاً، والتاريخ القريب بين كيف تم التعامل الحاسم مع “حمقى” بما يضمن تجنب شرورهم، واليوم هل يتحمل العالم التوتر واستهداف الأمن والاستقرار الدولي بحماقات يرتكبها آخرون تحت أي ظرف؟".