الإصلاح ذراع "الإخوان وقطر" بتعز يستوطنون بمنازل مواطنين مطالبين مبالغ باهضة "تحقيق"

أخبار محلية

اليمن العربي

استغل مسلحون ينتمون لحزب الإصلاح بتعز بينهم أبناء قيادات كبيرة في الحزب، انشغال المقاومة والجيش في عمليات تحرير المحافظة والتصدي لهجمات الميليشيات الإنقلابية المتكررة على التخوم، وأستولوا على منازل المواطنين التي اقتحموها بحجة البحث عن عناصر إنقلابية وأستوطنوا فيها ورفضوا ‏الخروج منها.

وطالب المسلحون وفق مصادر "اليمن العربي" الخاصة،  بدفع مبالغ باهظة مقابل ما تذرعوا به أجور حماية منازلهم.

وفي التفاصيل، تفاجأ عدد من الأهالي في محافظة تعز أثناء عودتهم إلى منازلهم بعد أن كانوا قد نزحوا منها خلال الفترة السابقة من عمر الحرب في مدينة تعز، أن منازلهم قد أستوطنها مسلحون ينتمون لحزب الإصلاح، بينهم أبناء قيادات كبيرة في الحزب، رفضوا ‏الخروج منها، مطالبين بدفع مبالغ باهظة مقابل ما تذرعوا به أجور حماية منازلهم.

وقال مصدر مسؤول في مكتب محافظة تعز، إن هناك عشرات الملفات على مكتب محافظ المحافظة، يشكو فيها المواطنين من ‏سيطرة مسلحين من الإصلاح على منازلهم ورفضهم الخروج منها مطالبين بمبالغ ‏مالية مقابل حمايتها.

وبحسب المصدر، فإن مسلحي الإصلاح إستغلوا إنشغال المقاومة والجيش في عمليات تحرير المحافظة والتصدي لهجمات الميليشيات الإنقلابية المتكررة على التخوم، وأستولوا على منازل المواطنين التي اقتحموها بحجة البحث عن عناصر إنقلابية، قبل أن يتمركزوا فيها تحت مبررات الحراسات الأمنية كما هو الحال في استيلاءها وسطوتها على معظم المؤسسات الحكومية.

ويقول "الشرعبي" وهو، مالك احد المباني في حي المطار القديم خلف فرزة الحديدة سابقاً إنه "غادر منزله قبل حوالي سنة ونصف أثناء تمركز المواجهات في المنطقة تاركا أحد أقاربه حارسا لبيته الذي يتكون من دورين".

ويضيف الشرعبي أنه "وبعد التقدم الذي أحرزته قوات الجيش الوطني والمقاومة وتحريرها المنطقة فوجئ حارس المنزل بمسلحين يتبعون قيادة الإصلاح في تلك المنطقة بإخراجه من المنزل بالقوة مبررين ذلك بما قالوا انه احتراسات أمنية". 

ويؤكد الشرعبي أنه "وبعد فترة قصيرة من الحادثة حاول أن يزور منزله لكنه فوجئ بمنعه من قبل عناصر الإصلاح الذين حولوا منزله لثكنة لمسلحيهم. 

ويواصل الشرعبي حديثه قائلا: "حاولت ان اقنع تلك العناصر بانه منزلي وأريد ان اطمئن عليه واتفقده خوفا من تعرضه لأي دمار بسبب القذائف أثناء المواجهات كونه أغلى ما املك فقد دفعت به الغالي والرخيص من أجل ان أستر به نفسي وأفراد عائلتي فرفضوا حتى السماح لي بدخول منزلي".

ويشير الشرعبي إلى أنه "بعد ان أبلغ قسم شرطة المظفر في بيرباشا وأستخرج أمر اخلاء واستلام المنزل وجد مسلحين يتبعون قيادي بارز في حزب الإصلاح وقد استقدموا عائلات واستولوا على منزله ورفضوا استلام أمر الاخلاء والخروج منه وتعرض للاهانة واخبروه ان يذهب بالامر ليبله ويشرب ماءه. 

ولفت الشرعبي إلى أن "أبناء الحي تدخلوا وقاموا بالتفاوض مع عناصر الاصلاح من اجل تسليم منزلي فكان ردهم ان أدفع لهم مبلغ خمسة مليون ريال كأجور حماية للمنزل".

جوانب مظلمة 

وهناك الكثير من القضايا الشبيهة بقضايا الشرعبي والتي تكشف جانباً من الجوانب المظلمة لحزب الإصلاح، ذراع الإخوان وقطر في اليمن، ويتمثل هذا الجانب المظلم في تحول قيادات هذا الحزب إلى مافيا تحصد المكاسب قبل إنتهاء الحرب .

ولم تكن المناطق التي وصلت إليها الحرب هي فقط من وقعت تحت وطأة عصابات الإصلاح بل امتدت اياديهم إلى المناطق التي لم تصل إليها المواجهات المسلحة أيضا في مناطق المسبح والجمهوري وشارع جمال والتحرير والروضة .

حيث تمكن مسلحوا حزب الإصلاح من السيطرة على منازل وفلل ضخمة لرجال أعمال ‏ومغتربين في السعودية وجيبوتي وبريطانيا وعبر أفراده المنضوين في لواء الصعاليك على وجه التحديد.

 وكان القيادي في لواء الصعاليك عزام عبد فرحان، نجل القائد العسكري ‏للإخوان المسلمين بتعز المكنى بسالم والمعين بقرار جمهوري مستشار قائد محور تعز، سيطر ‏على منزل عبد الرحمن القرشي في منطقة الجهوري بحي المسبح. ‏ وكشف مصدر مقرب من القرشي أنه "منذ اندلاع المواجهات قرر الخروج من المدينة هو وأفراد ‏عائلته وأبقى حارس وحيد في الفلة الضخمة المطلة على المدينة في منطقة الجهوري بحي المسبح".‏

ويضيف المصدر، أن "عزام فرحان ومسلحيه اقتحموا الفلة واستولوا على ممتلكاتها والتي تقدر بملايين ‏الريالات إضافة للسيارات الخاصة بهم وسيطروا عليها وطردوا حراستها منها".‏ 

ويتابع المصدر، أنه "وبعد ثلاث سنوات طالب القرشي بخروج المسلحين وتسليم المنزل إلا انهم ‏رفضوا وطالب عزام الفرحان بمبلغ 30 مليون ريال مقابل الحماية".‏

وطبقاً للمصدر، فإن "نجل القيادي الإصلاحي صادر سيارات كانت في المنزل وقام بتحويلها إلى ‏دوريات خاصة به بعد وصول القضية لمكتب المحافظ".‏ 

وفي المنازل المجاور لمنزل القرشي أيضا سيطر مسلحو الإصلاح على فلل أخرى ورفضوا تسليمها ‏حتى اليوم وتقدم الكثير منهم بشكاوى للمحافظ يشكون فيها مسلحي الإصلاح بأنهم سيطروا على منازلهم ‏ولم يجدوا أي تجاوب، حد قولهم سوى التوصل لحل عبر وساطات وشخصيات حزبية واجتماعية.

 ويبرر المسلحون المحتلون للمنازل أعمالهم بعدم وجود سكان في تلك المنازل وانهم بحثوا عن اصحابها ولم يجدوهم وأنهم اضطروا لكسر أبوابها والسكن فيها وادعاء حمايتها في اقبح عذر من ذنوب ترتكب بحق الأهالي بتعز.

 وحتى اليوم لازالت تلك الميليشيات المسلحة ترفض تسليم اي منازل لاصحابها الا بعد ان إثبات الملكية ليتحولوا بعد ذلك إلى المطالبة بمبالغ خيالية مقابل ما يدعون الحماية، تتساوى أحياناً مع قيمة تلك المنازل .

ويبقى ملف عصابات الإصلاح للسطو على المنازل في تعز شائكاً ومعقداً في ظل مناشدات الأهالي ومالكوا المنازل المتكررة للسلطات بالتدخل العاجل لحلحلة قضيتهم، والذي قد ‏يترتب عليها مشاكل كبيرة، محذرين الإصلاح من التوغل أكثر في ملف الفساد والنهب والذي ‏مارسه منذ انطلاق المقاومة الشعبية.‏