صحيفة إماراتية : اردوغان لا يبتعد كثيراً عن جحا التركي

عرب وعالم

أدروغان
أدروغان

قالت صحيفة الخليج الإماراتية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يبتعد كثيراً عن جحا في تطبيق رواية "مسمار جحا" .

 

وذكرت الصحيفة في إفتتاحيتها اليوم الخميس، "إذا صحت إحدى الروايات التي تقول إن جحا من أصول تركية، وهو نصر الدين خوجة، ولد سنة 605 هجرية في قرية صغيرة تدعى خورتو، ثم صارت نوادره مضرب مثل، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يبتعد كثيراً عن جحا التركي في التمثل بأمثاله ومحاولة تطبيقها، وخصوصاً ما يتعلق بمسماره الذي يعرف معظم الناس قصته" .

 

وأشارت الصحيفة إلى أن «مسمار جحا» التركي صار يستخدمه أردوغان أينما كان وحيثما يطيب له في شمال شرق سوريا لتبرير غزواته .. مضيفة أن أردوغان يتخذ من «اتفاقية أضنة» التي أبرمت العام 1998 بين سوريا وتركيا، «مسمار جحا» آخر.

 

ولفتت الصحيفة إلى ما نقلته صحيفة «يني شفق» التركية عن اردوغان أنه ليست هناك دعوة من النظام (يقصد النظام السوري)، وإنما على أساس «اتفاقية أضنة».. إذا لم يتخذ النظام إجراءات ضد حزب العمال الكردستاني فإن قواتنا لها الحق في ملاحقته» داخل الأراضي السورية.

 

ويرى اردوغان أن لتركيا الحق في شن هجمات جوية على سوريا، ونقل عنه تلفزيون «إن تي في» قوله «لا توجد أجواء أمريكية هناك..إنها أجواء سورية».

 

وذكرت الصحيفة بإن هذه الاتفاقية وقعت بعدما هددت تركيا يومها باجتياح الحدود السورية إذا واصلت دمشق دعم حزب العمال الكردستاني وتوفير مأوى لزعيمه عبدالله أوجلان. يومها وإثر الاتفاقية أغلقت سوريا قواعد الحزب المذكور، وقامت بإبعاد أوجلان حيث اعتقل بعدها في العام 1999، والتزمت سوريا التزاماً كاملاً بالاتفاق، ما أدى إلى «بناء الثقة» بين الجانبين، وتم تعزيز العلاقات في الأشهر الأخيرة من حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، وتوطدت إلى أعلى المستويات عندما تسلم بشار الأسد السلطة. ومع قدوم عاصفة ما يسمى «الربيع العربي» قلب أردوغان ظهر المجن لسوريا وتحولت تركيا إلى معبر ومستقر للإرهابيين الذين عاثوا خراباً وتدميراً في سوريا والعراق.

 

وتابعت "تحت ذريعة هذه الاتفاقية، يدّعي أردوغان أن قواته سوف تتوغل في شمال شرقي سوريا لمسافة ثلاثين كيلومتراً وأكثر، مع أن الاتفاقية تسمح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي السورية خمسة كيلومترات فقط، وبالتنسيق مع الحكومة السورية، في حال لم تتمكن الأخيرة من وقف نشاطات الحزب المذكور. بمعنى آخر، إن الدخول التركي للأراضي السورية مشروط بالتشاور مع الحكومة السورية، ومحدد بخمسة كيلومترات وليس بثلاثين كيلومتراً، ثم إن الاتفاقية تشترط وجود «خط اتصال هاتفي مباشر» وفوري بين السلطات الأمنية في البلدين لمناقشة أي إجراء أمني محتمل، وهذا غير متوفر..عدا أن أردوغان لا يعترف بالنظام السوري القائم".

 

وترى الصحيفة أن الأهم، أن الاتفاقية تتحدث عن «حزب العمال الكردستاني التركي»، وليس عن أكراد سوريا و«قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم أكراداً سوريين، وهؤلاء لم يهددوا تركيا يوماً، إنما خرجوا على النظام بفضل دور بلاده التخريبي. لكن أردوغان يبحث عن «مسمار جحا».. ووجده.