"الخليج": أمام الأطماع التركية لم يكن أمام القادة الأكراد إلا العودة إلى الوطن

عرب وعالم

أدروغان
أدروغان

قالت صحيفة خليجية، "هل كان على القادة الأكراد، وخصوصاً قادة «قوات سوريا الديمقراطية»؛ (قسد)، انتظار «خيانة» الولايات المتحدة حتى يذهبوا إلى دمشق، طالبين منها الدفاع عن الحدود السورية الشمالية في مواجهة الغزو التركي؟".

 

وتساءلت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأربعاء - تابعها "اليمن العربي" - "هل اعتقد هؤلاء فعلاً أن الولايات المتحدة سوف تدافع عنهم، وتقاتل الجيش التركي من أجلهم؟ ثم، لماذا كان إصرارهم على الحكم الذاتي خلال كل المفاوضات السابقة مع دمشق قبل نضوج التسوية السياسية، ومنعهم الجيش السوري من التواجد في معظم مناطق سيطرتهم، ورفعهم العلم الكردي بدل العلم السوري؟".

 

ومضت "الآن، يريدون العودة إلى حضن الوطن، ويفتحون كل الطرقات أمام الجيش السوري؛ لدخول مناطقهم، وصولاً إلى الحدود التركية، ورفع العلم السوري؛ حيث ينتشر الجيش".

 

وتابعت "الصحفي والمعلق البريطاني فينيان كانينغهام وضع إصبعه على مكمن الخلل في العلاقة بين واشنطن والأكراد، بالقول: «الولايات المتحدة لم تكن يوماً صديقاً حقيقياً للأكراد.. والزعماء الأكراد ليسوا أبرياء أيضاً، لأنهم سمحوا للولايات المتحدة بأن تستغلهم من أجل مصالحها الخاصة». ثم ينصحهم بأن يفعلوا ما كان يجب أن يفعلوه من قبل، ألا وهو «توحيد قواهم مع الجيش السوري؛ من أجل الدفاع عن بلدهم في مواجهة غزو خارجي».

 

وتقول الصحيفة "بعد أن «خانتهم» الولايات المتحدة، وتركتهم تحت رحمة الجحافل التركية، شعر قادة الأكراد بأنهم باتوا وحدهم أمام الغول التركي الذي كان يتربص بهم.

 

وأشارت إلى أنه "لم يجد القادة الأكراد في نهاية المطاف ملاذاً إلا حضن الوطن الذي كانوا ينكرونه، ويستغلون ظروفه في استعجال تحقيق أحلامهم، وتم ترتيب عدة لقاءات بوساطة روسية في مطار القامشلي ثم في قاعدة حميميم، ضمت ضباطاً سوريين ومن «قسد» إضافة إلى ضباط روس، تم فيها الاتفاق على نشر القوات السورية في المدن والقرى الكردية شمال شرقي سوريا، ورفع العلم السوري فيها، وصولاً إلى الحدود التركية، وإلغاء تسمية «قوات سوريا الديمقراطية» وتسميتها ب«الفيلق الخامس السوري»، مع الاحتفاظ بتنظيمها الحالي وبقائها بقيادة كردية - عربية مشتركة. وكل ذلك تم برعاية موسكو وبضمانة منها، بعد أن أخذت على عاتقها إقناع أنقرة بتفادي الصدام مع الجيش السوري".

 

واختتمت "لقد عمت الاحتفالات مختلف مدن وقرى شمال شرقي الفرات التي دخلها الجيش السوري، باعتبار أن ما تحقق هو إنجاز وطني طال انتظاره في مواجهة الإرهاب الذي كانت المنطقة ساحته الرئيسية، وفي مواجهة الأطماع التركية، لم يكن أمام القادة الأكراد إلا العودة إلى الوطن؛ لأن المثل يقول: «الثياب المستعارة لا تحمي من البرد»، كما يقول المثل الكردي «لا تجعل من نفسك مقبضاً في خنجر الآخرين».