صحفي إيراني يكشف تفاصيل اختطاف الحرس الثوري لمعارض بالعراق

عرب وعالم

روحاني
روحاني

اتهم صحفي إيراني معارض استخبارات مليشيا الحرس الثوري باختطاف معارض بارز أثناء زيارة إلى عائلته في العراق، على خلفية كشفه وثائق وملفات فساد تتعلق بمسؤولين في دوائر السلطة العليا لنظام طهران.

 

وقال علي جوانمردي، الصحفي الإيراني المستقل المقيم في واشنطن، خلال بث مباشر عبر موقع "تويتر"، إن الصحفي المعارض روح الله زم الحاصل على لجوء سياسي لدى باريس منذ قرابة عقد اختطفته عناصر من جهاز استخبارات الحرس الثوري في نطاق مدينة النجف العراقية، على حد قوله.

 

وذكر جوانمردي أن رجل الدين الإيراني المقيم في النجف محمد علي زم والد الصحفي المعارض روح الله زم متواطئ مع استخبارات الحرس الثوري في عملية اعتقاله التي وصفها بيان صادر عن هذه المليشيا بالمعقدة والاحترافية (دون تحديد موعدها أو مكان القبض عليه).

 

وأشار بيان نقلته وسائل إعلام حكومية عن استخبارات الحرس الثوري، أمس الإثنين، إلى أن روح الله زم اعتقل بعد استدراجه إلى داخل إيران، زاعما بأن توقيفه بمثابة ضربة لأجهزة استخبارات أجنبية باعتباره أحد أفرع وسائل الإعلام المعادية التي تعمل على شن حرب نفسية ضد طهران، على حد تعبيره.

 

واعتبر الصحفي على جوانمردي أن عملية اعتقال زم تهدف في حد ذاتها لبث رسائل تخويف للمعارضين الإيرانيين في داخل البلاد وخارجها، متسائلا في نبرة استنكارية عن كيفية سماح السلطات الفرنسية له بالسفر للخارج رغم وجوده هناك كلاجئ سياسي.

 

وفي سياق متصل، بث التلفزيون الإيراني الرسمي مقطع فيديو لما وصفها باعترافات الصحفي المعارض روح الله زم، الذي يدير موقع "آمد نيوز" من فرنسا التي كان يقيم بها، بعد أن غادر إيران عام 2009 بعد فترة اعتقال قصيرة عقب احتجاجات شعبية آنذاك.

 

وظهر زم، حسب الفيديو المتداول، مبديا ندمه على أنشطته الإعلامية فضلا عن الثقة بحكومات بلدان أخرى بينهم فرنسا وتركيا، إلى جانب استعداده تقديم اعتذار لما نعتها بمجموعة النظام، حيث تعهد بالعمل على تعويض ما حدث منه خلال السنوات الأربع الماضية، على حد قوله.

 

ووصف نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الاعترافات بالإجبارية، لا سيما أن الصحفي المعارض ظهر معصوب العينين في سيارة، إلى جانب التحدث جالسا على كرسي داخل غرفة وفي خلفيته يبدو العلم الإيراني وعلم مليشيا الحرس الثوري.

 

وفي تقرير مطول لها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في نسختها الفارسية إن روح الله زم ليس المعارض السياسي الإيراني الأول الذي يجري اختطافه بواسطة عناصر أجهزة الأمن، بل هناك قائمة طويلة من المعارضين المؤثرين الذي اختطفوا بل وقتلوا سابقا.

 

وأشار التقرير إلى أن الاستخبارات الإيرانية سبق لها تصفية علي أكبر قرباني عضو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بعد اختطافه عام 1992 في مدينة إسطنبول التركية.

 

ويبدو أن تركيا كانت ساحة إيرانية لاختطاف المعارضين، حسب التقرير، حيث اعتقلت استخبارات طهران عام 2007 المعارض الإيراني فتح الله منوتشهري، الذي كان يدير شبكة تلفزيونية مناهضة لسياسات نظام ولاية الفقيه من هناك.

 

وذكرت "بي بي سي" أن الاستخبارات الإيرانية اعتقلت منوتشهري واثنين آخرين مرافقين له أثناء تواجدهم في محافظة هكاري التركية، في حين لم يعرف مصيرهم جميعا حتى الآن.