لماذا رفضت الحكومة الشرعية الانخراط في أي مشاورات سياسية مع الحوثييين؟ (تقرير)

أخبار محلية

الحوثيين
الحوثيين

حملت الحكومة  الشرعية ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران مسؤولية تعثر تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي جرى التوصل إليه في المشاورات التي استضافتها السويد نهاية العام المنصرم 2018.

 

وحذر وزير الخارجية محمد الحضرمي من التراخي والسماح للحوثيين بإفشال اتفاق الحديدة، الذي تم توقيعه برعاية الأمم المتحدة في السويد نهاية ديسمبر الماضي ولم يتم إحراز أي تقدم في تنفيذه.

 

وبحث وزير الخارجية محمد الحضرمي خلال لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مستجدات اتفاق الحديدة.

 

وفي لقاء آخر مع وزيرة خارجية السويد آن ليندي على هامش أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال وزير الخارجية، إن استمرار تعنت الميليشيات الحوثية في تنفيذ اتفاق ستوكهولم هو العائق الرئيس أمام عملية التسوية السياسية، لافتا إلى أن الحكومة الشرعية ستظل تدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للتوصل إلى سلام دائم مبني على المرجعيات الثلاث.

 

من جانبها، أكدت الوزيرة السويدية وقوف بلادها إلى جانب الحكومة اليمنية ودعمها جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مشيرة إلى استمرار بلادها في رعاية الجانب الإنساني في اليمن وتطلعها للمشاركة في الرئاسة المشتركة لمؤتمر خطة الاستجابة الإنسانية القادم حول اليمن 2020 المقرر انعقاده في جنيف.

 

 

وقال الناشط والكاتب السياسي"مهيوب عبده محمد الحبشي"،إن رفض حكومة الشرعية الانخراط في أي مشاورات سياسية جديدة مع جماعة الحوثي قبل تنفيذ بنود اتفاق السويد قرار منطقي ويأتي في سياقه الطبيعي.

 

 

وأضاف في تصريحات خاصة لــ "اليمن العربي"، أن أي تفاوض يحتاج إلى بناء جسور ثقة بين المتفاوضين وتقديم ما يؤكد حسن النوايا والجدية في التفاوض وهذا مالم  تلمسه الشرعية من جانب الحوثيين.

 

 

وقال إن الحوثيون يبحثون عن تحقيق مكاسب سياسية أخرى على غرار ما حققوه من وراء اتفاق السويد ويعتقدون أن هذا هو الوقت هو المناسب جدا لتحقيق ذلك في ظل حالة الارباك التي تعاني منه الحكومة الشرعية نتيجة الاحداث التي حدثت مؤخرا في الجنوب وتأزم العلاقة بين الشرعية وبعض دول التحالف العربي.

 

 

وكشف أن الحوثييون يشعرون بأريحية في ظل انحسار مستوى المواجهات في الجبهات.واحتفاضهم بمساحة واسعة من الارض في المناطق الشمالية وتلقيهم اشارات ايحابية من بعض دول التحالف بالتعاطي مع ما يقدموه من مبادرات.كان اخرها ما اعلنوه من وقف للهجمات على الاراضي السعودية وهو ما اعلنت المملكة بالتعاطي معه بشكل ايجابي.

 

 

وقال في اعتقادي ليس هناك من خيار أخر اليوم أمام حكومة الشرعية سوى التمسك بالقرارات الدولية وآخرها القرار 2216 كشرط للتفاوض واشتراط تنفيذ اتفاق السويد قبل اي مفاوضات وهذا بالطبع ما سترفضه جماعة الحوثي وبذلك تكون حكومة الشرعية قد استطاعت ان تنقل الكرة الى ملعب الحوثيين وتحشرهم في الزاوية الضيقة،حتى تتغير الضروف على الارض او تستجد امور جديدة.

 

 

وأشار أنه يعتقد أن التعقيد في المشهد اليمني يجعل من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع على المستوى القريب.الا اننا نستطيع ان نؤكد بأن الحرب قد انهكت الجميع وفاقمت من الوضع الانساني، وهناك رغبة من جميع الاطراف بالتوصل لحل سياسي وهو الخيار الذي سيكون في النهاية لكن المشكلة تكمن في ضبابية المشهد الذي يصعب معه تحديد مأءلات التفاوض والحوار، لذلك اعتقد ان حالة اللاسلم واللاحرب ستطول لفترة من الزمن الامر الذي يفاقم من الازمة الانسانية للمواطنين وظهور كثير من بؤر الصراع البيني بين مكونات هذا الطرف او ذاك.