صحيفة إماراتية : هناك مجازر ترتكب ومأساة إنسانية لإن أردوغان يحب سوريا والشعب السوري

سخرت صحيفة الخليج الإماراتية، في إفتتاحيتها اليوم السبت، من حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام حزبه بشأن أهدافه من غزور شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن هناك مجازر ترتكب، ومدن وقرى تدمر، وأعداد اللاجئين ستتحول إلى مأساة إنسانية؛ لأن أردوغان يحب سوريا والشعب السوري! .

وقالت الصحيفة، "حاولنا أن نصدّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما قاله أمام حزبه عن أهداف بلاده من غزو شمال شرقي سوريا فلم نستطع، ليس لأنه برر الغزو؛ بل لأنه قال كلاماً لا يصدقه مجنون، ويتناقض مع الواقع، ومع كل ما له صلة بالحقيقة، وكأنه كان يردد فيما يقوله: «كاد المريب يقول خذوني»" .

وأضافت "سوف نلحق أردوغان حتى باب الدار كما يقال؛ لنتبين الحقيقة، ونكشف الزيف" .. مستعرضة فقرات من حديثه بإن الهدف هو مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة ألاراضي السورية .

وتساءلت الصحيفة "فكيف يحارب الإرهاب وهو يقاتل بجحافل من المرتزقة؛ ومن بينهم «جبهة النصرة» الإرهابية، الذين شكل لهم جيشاً سماه «الجيش الوطني السوري»؟!، وكأن سوريا ليس لها جيش!" .

وتابعت "ثم كيف يحافظ على وحدة الأراضي السورية، وهو ينشئ جيشاً خاصاً يماثل جيش العملاء، الذي أنشأته «إسرائيل» إبان احتلالها لجنوب لبنان؛ بهدف احتلال أجزاء من التراب السوري" .

وسخرت الصحيفة من حديث أردوغان بشأن محبته للشعب السوري، وعلقت عليها قائلة "هي المحبة التي سمحت بعبور آلاف الإرهابيين إلى سوريا على مدى ثماني سنوات، فقتلوا ودمروا واستباحوا الحرمات. وهي المحبة التي احتضنت وما زالت، عشرات التنظيمات الإرهابية، التي تعمل بإمرة الجيش التركي، وتمنع الجيش السوري من استعادة المناطق التي تخضع لسلطة أنقرة!" .

وتابعت "لكن من أطرف ما قاله أردوغان: «إن تركيا ربما تكون القوة الوحيدة المشروعة داخل سوريا». فمن أعطاه الشرعية ؟! هل أعطاه مجلس الأمن مثلاً التفويض باستباحة الأراضي السورية؟ أم أن الجامعة العربية فوضته بذلك؟ أم الحكومة السورية استدعته؛ لمساعدتها في محاربة الإرهاب؟" .

وأكدت الصحيفة أن أردوغان مضى في مسيرة تزييف الحقائق بقوله "تركيا لا تطمع في أراضي وأملاك أية دولة، وكذلك الجيش الوطني السوري، الذي يتحرك هناك"، قبل أن تستطرد قائلة "إلا أن الرئيس التركي يعرف أن الجيش الذي يتحدث عنه هو جيش من المرتزقة شكله؛ ليكون «حصان طروادة» لأنقرة، ويستخدمه نيابة عن الجيش التركي؛ بهدف احتلال منطقة شرقي الفرات؛ كي يستكمل «تتريكها»، وتغيير تركيبتها السكانية" .

وتابعت "ويقول أيضاً «إن بلاده ستعمل على حماية المدنيين، وعدم إلحاق الضرر بأي منهم خلال العملية العسكرية، وهي تستهدف فقط من يحملون السلاح». لعل أردوغان أعطى الأوامر بقصف المدن والقرى الكردية بالورد والعطر، وليس بالقنابل والقذائف، وماذا عن المدنيين الذي فروا جنوباً خلال الساعات الأولى للعدوان، ويقدر عددهم بستين ألفاً هل هرب هؤلاء لأنهم لا يطيقون رائحة الورد التركي؟!" .