العدوان التركي ينعش خطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يدخل العدوان التركي على شمالي شرق سوريا يومه الثالث، مصحوبا بقصف جوي وتوغل بري تحت زعم تركي بإنشاء "منطقة آمنة"، ولكن بحسب مراقبين وتطورات الأحداث الميدانية ظهرت حقيقة على الأرض سبق التحذير منها "تحرير الدواعش"، لكنه يبدو كان هدفا خفيا لحملة أردوغان العسكرية.

فبعد ساعات من العدوان، حذرت كل من واشنطن وموسكو من وضع الدواعش داخل السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، كما أكد الطرفان أن العدوان التركي قد يحيي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة.

وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية ما يقرب من 12 ألف عنصر من التنظيم بينهم 2500 إلى 3000 أجنبي من 54 دولة.

ويتوزع هؤلاء على سبعة سجون مكتظة موزعة على مدن وبلدات عدّة، بعضها عبارة عن أبنية غير مجهزة تخضع لحراسة مشددة.. وفق "العين الإخباري".

ويرصد التقرير التالي أبرز التطورات الميدانية الخاصة بسجون داعش شمالي شرق سوريا.

ثفي نبأ عاجل قالت قوات سوريا الديمقراطية، مساء الجمعة، إن 5 معتقلين من تنظيم داعش فروا من أحد السجون التي تديرها بعد سقوط قذائف تركية في جواره في مدينة القامشلي في شمالي شرق سوريا.

وأفاد مسؤول إعلامي في قوات سوريا الديمقراطية أن المعتقلين فروا من سجن "نفكور"، الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية.

وكان أحد حراس السجن قال إن هذا السجن يضم "مقاتلين أجانب من التنظيم"، وأشار مسؤول آخر في قوات سوريا الديمقراطية إلى قذائف تتساقط "باستمرار" قرب سجن جيركين الذي يؤوي أيضاً عناصر من التنظيم في المدينة.

وقالت مذيعة برنامج "واجه الأمة"، الذي يذاع على قناة سي بي سي الأمريكية مارغريت برينان، الخميس، إن البريطانيين وعدد من المشتبه بهم الآخرين من داعش الذين احتجزتهم الولايات المتحدة والأكراد تم نقلهم إلى العراق، حيث توجد قواعد أمريكية. 

لكن مع وجود أكثر من 10 آلاف من إرهابيي داعش في سجون شمالي سوريا، حذر الأكراد من أن العدوان التركي ضدهم، والذي بدأ أمس الأربعاء، سيجبرهم على تحويل انتباههم من داعش إلى الدفاع عن النفس.

شغب داخل المخيمات

أحبط حراس مخيم الهول شمالي شرق سوريا، الجمعة، أعمال شغب ومحاولات فرار قامت بها نسوة من عائلات مقاتلي تنظيم داعش داخل المخيم الذي يؤوي الآلاف من النازحين وعائلات الإرهابيين.

وأفاد مسؤولون أكراد أن عملية العصيان ومحاولات الهرب جاءت بالتزامن مع العدوان التركي الذي بدأ الأربعاء الماضي، كما حذر المسؤولون من إنعاش تنظيم داعش نتيجة العدوان التركي.

وأكدت قوات سوريا الديمقراطية على تويتر "أعمال الشغب" في المخيم، ونشرت فيديو يظهر نساء يركضن في المخيم وخلفهنّ يجري عناصر الأمن.

ونقل مركز "روجافا" للمعلومات، التابع للإدارة الذاتية، عن مسؤول في المخيم أن "اعتداء حصل على قوات الأمن الداخلي (الأسايش) في المخيم، ثم تحول إلى مظاهرة"، مشيراً إلى أن النساء رشقن الحراس بالحجارة.

وحاولت النساء وفق المصدر ذاته "الفرار وتخطي قوات الأسايش"، التي سيطرت على الوضع واعتقلت خمس نساء.  

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن العدوان التركي على شمالي شرق سوريا قد يحيي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة.

وقال بوتين، خلال قمة لدول الاتحاد السوفيتي سابقا في (عشق آباد) عاصمة تركمانستان: "إن الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش المحتجزين في معتقلات تحت إشراف الأكراد قد يستعيدون حريتهم". 

وأضاف: "أنه تهديد حقيقي فأين سيذهبون وكيف؟"، مشيراً إلى عدم ثقته بقدرة القوات التركية على التحكم في الأوضاع بالمنطقة.

ومن واشنطن، حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره التركي مسؤولية فرار معتقلي تنظيم داعش الإرهابي من السجون في شمالي سوريا.

ذكر مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، من أن إعادة انتشار القوات الأمريكية في شمال سوريا ستساعد بشكل مباشر داعش، الذي لا يزال لديه العديد من المقاتلين في المنطقة.

حذر بالي من أن خلايا داعش النائمة، خاصة في المناطق التي تم تحريرها مؤخرا، سوف "تنتهز فرصة الغزو التركي وقد تعود لفرض سيطرتها على المنطقة". 

وقال المحلل في سي بي إس نيوز الأمريكية الأدميرال ساندي وينفيلد، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية السابق، إن العدوان التركي قد يكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومي. 

وقال وينيفيلد: "إذا أسفر التوغل التركي عن تراجع الضغط على داعش في سوريا والإفراج عن مئات من سجناء داعش، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار، وهذا لا يمثل تهديدا للولايات المتحدة فحسب، بل لكثير من شركائنا في أوروبا وأماكن أخرى في المنطقة".