إيران تعلن تفاصيل محاكمة فريق اغتيال مزعوم لسليماني

عرب وعالم

سليماني
سليماني

أعلن الادعاء العام في محافظة كرمان، الواقعة جنوب شرقي إيران، تفاصيل محاكمة ما تزعم طهران أنهم أفراد ضمن فريق اغتيال حاول استهداف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذراع الخارجية لمليشيا الحرس الثوري الإيراني داخل البلاد.

 

ونقلت وكالة أنباء نادي المراسلين الشباب الإيرانية (حكومية)، أمس الثلاثاء، عن دادخدا سالاري مدعي عام كرمان أن "هؤلاء الأفراد يحاكمون لاتهامهم بالمشاركة في عمل ضد الأمن الداخلي والخارجي لبلاده، والحرابة، ومساعدة استخبارات تابعة لدول أجنبية معادية"، على حد قوله.

 

وزعم سالاري أن خطة هؤلاء الأفراد (لم يشر إلى أعدادهم) لاغتيال سليماني تجاوزت مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، مدعيا أن محاولة الاغتيال الفاشلة شملت استقطاب وتدريب جاسوس، وتجهيز سلاح وذخائر ومتفجرات على مستوى واسع ونقلهم حدوديا للداخل.

 

وادعى مدعي عام كرمان أن أهداف محاولة اغتيال قاسم سليماني (مدرج على قوائم الإرهاب دوليا منذ عام 2011) انطوت على إضعاف جبهة المقاومة وإلحاق الهزيمة بها، فضلا عن إشعال حرب طائفية داخلية بين السنة والشيعة.

 

ولفت سالاري، في تصريحات صحيفة، إلى أن فريق الاغتيال المزعوم اعتقلوا في أقل من 10 ساعات بعدة مناطق متفرقة من إيران، بالتزامن مع مراسم دينية سنوية تقام يومي التاسع والعاشر من شهر المحرم، طبقا للتقويم الهجري والتي صادفت يومي 8 و9 سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وذكر المسؤول القضائي أن جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني تمكن من رصد أنشطة من وصفهم بالمتهمين داخل وخارج إيران منذ 6 أشهر مضت.

 

ونقلت وكالات إخبارية إيرانية محسوبة على الحرس الثوري مثل تسنيم وفارس، الخميس الماضي، رواية عن حسين طائب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري خلال كلمة له في مؤتمر عسكري حضره عدد من أبرز جنرالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، والتي زعم فيها (دون تحديد للتوقيت) أن أجهزة أمنية واستخباراتية إيرانية أحبطت محاولة اغتيال كانت تستهدف تصفية سليماني عبر تفجير حسينية لوالده في كرمان، حيث اعتاد الوجود فيها سنويا خلال مراسم عاشوراء الدينية، والتي صادفت العام الجاري مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وزعم طائب أن استخبارات الحرس الثوري نجحت في القبض على أفراد ما وصفه بفريق الاغتيال (لم يشر إلى أعدادهم نهائيا) الذي تمكن من الدخول إلى إيران بالتزامن مع احتفالات دينية تعرف باسم أيام الفاطمية تقام بين نهاية فبراير/شباط، ومطلع مارس/آذار.

 

وادعى رئيس استخبارات الحرس الثوري أنهم (فريق الاغتيال) أدلوا باعترافات بعد اعتقالهم، من قبيل أنهم اشتروا مكانا قرب حسينية والد قاسم سليماني، بهدف حفر نفق أسفلها وتجهيز ما يتراوح بين 350 و500 كجم من المتفجرات، تمهيدا لاغتياله خلال طقوس العزائيات، التي تصاحب احتفالات التاسع والعاشر من شهر محرم، حسب التقويم الهجري.

 

وانتهت رواية رئيس جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، لكن صحيفة "كيهان" اللندنية الناطقة بالفارسية أفردت تقريرا مطولا، الجمعة الماضي، تقول فيه إن ما يحدث محض استكمال لمناورة دعائية كبيرة للجنرال الذي يمثل رأس حربة المخططات الإيرانية خارج الحدود، والتي بدأت مؤخرا بعد ظهور سليماني لأول مرة عبر التلفزيون الإيراني يتحدث عما وصفها بمشاركته بـ"حرب تموز" التي استمرت لـ33 يوما عام 2006، بين مليشيا حزب الله في لبنان وإسرائيل.

 

واعتبرت الصحيفة المعارضة التي تصدر من بريطانيا منذ عام 1979 أنه ليس مستبعدا أن يكون تلميع قاسم سليماني مجرد بداية للتعريف به في إطار مشروع سياسي جديد من جانب النظام الإيراني، للادعاء بكونه سيحل بديلا للسياسيين الإيرانيين الذين وجهت إليهم اتهامات بالفساد وباتوا منبوذين شعبيا، لكن حقيقة الأمر هي تجهيزه لكرسي رئاسة البلاد وكذلك دعم تيار المتشددين -يسيطر على الإعلام- في البرلمان الإيراني.