لواء بالجيش المصري يروي تفاصيل مشاركته في واقعة "السنترال" التي جسدها "الممر"

ثقافة وفن

أبطال الجيش
أبطال الجيش

كشف لواء بالجيش المصري تفاصيل مشاركته في واقعة السنترال التي جسدها فيلم الممر.

 

 

ووفق ما نشره موقع "الوطن" نحو 92 عملية قتالية بين الإغارة ومهاجمة الكمائن وعمليات خلف خطوط العدو، وضرب مناطق عدة داخل إسرائيل منها "إيلات"، كان اللواء محيي نوح بطلاً مشاركاً فيها، في الفترة من عام 67 حتى عام النصر في أكتوبر 73، عاصر خلالها فترات ما بعد النكسة ولحظات الانتصار على جبهة الحرب حتى جسد فيلم "الممر" شخصيته في مشهد البداية لينقل واقعا كان حقيقيا حينذاك، ضمن أحداث الفيلم الذي يتناول إحدى معارك قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، ويناقش المرحلة الزمنية من 1967 وحتى الأوقات الأولى من الحرب.

 

"السنترال" أحد مشاهد فيلم "الممر"، تدور تفاصيله حول ضابط مصري يخدم في منطقة "رأس العش" في بورسعيد وهو أبطال الصاعقة في فترة النكسة، تصادف نزوله إجازة إلى مدينة المنصور، محل إقامته، فأراد أن يتصل بأفراد كتيبته ليطمئن عليهم، فتوجه إلى سنترال عام وجلس في أحد الأماكن ينتظر دوره في الاتصال وعندما علم موظف السنترال بأنه ضابط سخر منه وتعمد إهانته فإذا بالضابط يثأر لكرامته.

 

اللواء محيي: أحداث الواقعة دارت أمام أحد سنترالات المنصورة

اللواء محيي نوح، أحد أبطال الصاعقة المصرية والمجموعة 39 قتال وشارك في فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وهو البطل الحقيقي للواقعة التي جسدها مشهد فيلم الممر، يروى تفاصيلها كما حدثت في الواقع لـ"الوطن" قائلا: "في سنة 67 بعد النكسة نزلت بلدي المنصورة في إجازة، وفي أحد الأيام حبيت أطمن على الكتيبة بتاعتي روحت سنترال وطلبت من الموظف يتصل بالرقم، قالي انتظر دورك وبالفعل قعدت قدام الكبينة مستني دوري زي باقي الناس".

 

طالت مدة انتظار اللواء الذي كان في العشرينات من عمره حينذاك، فقرر أن يذهب إلى موظف السنترال مرة أخرى لاستعجاله وخطر في ذهنه أن يخبره بمهنته الحقيقية كضابط بالجيش، وحسب تعبيره، توقع أن الموظف سيتحرك سريعا حين يعلم أنه ضابط فإذا به يتطاول عليه ويسخر منه على خلفية حالة الغضب التي سادت الشعب حينها بعد الهزيمة.

 

اللواء محيي: اشتبكت مع موظف السنترال لأنه أهان الدولة.. ورفضت التنازل عن المحضر

جاء دوره ودخل الجندي الذي كان يحمل رتبة نقيب، حينذاك، إلى الكبينة ليجري اتصالأ بأفراد الكتيبة، وحين خروجه منها تفاجأ بتجمع عدد من الأشخاص يهتفون ضده فأراد أن يثأر لكرامته ولوظيفته من موظف السنترال ومن المتجمهرين حوله، وحسب وصفه "مكنش ينفع أسكت دي إهانة للدولة كلها، عملت مشكلة معاهم ووصلت الإسعاف وروحنا بعدها في تحقيق لقسم الشرطة ورفضت التصالح والتحقيق استمر فترة".

 

لقاء جمع بينه وبين المخرج شريف عرفة، قبل فترة قريبة، سأله فيه عن واقعة السنترال، واستغرب اللواء لأنه لم يتحدث عنها في الإعلام من قبل، وحسب قوله، روى تفاصيلها لـ"عرفة" الذي أخبره بأنه سوف يجسدها في أحد مشاهد الفيلم لأهميتها باعتبارها توضح وضع وعلاقة كانت قائمة بين الشعب ورجال الجيش في فترة ما بعد النكسة وما قبل نصر أكتوبر العظيم.

 

بعد عرض الفيلم في دور السينما، وتجسيد أحداث الواقعة في أحد مشاهده، بعد 46 عاما على نصر أكتوبر، اعتبر اللواء محيي أن العمل الفني جسد فترة مهمة في تاريخ مصر ورجال القوات المسلحة، والتي تغيرت تماما بعد انتصار أكتوبر التي برزت فيها شجاعة وبسالة الجندي المصري الذي كسر الصورة النمطية عن المحارب الإسرائيلي بأنه الجندي الذي لايقهر "هزمناهم بأسلحتنا وبشجاعتنا رغم امتلاكهم أسلحة متطورة"، حسب تعبيره.