هل إصابات الدماغ المؤلمة قد تدمر الخلايا العصبية؟

منوعات

دماغ
دماغ

يمكن أن تتسبب ضربات الرأس التي تحدث عادة في حوادث الطرق أو للمحاربين، أو حتى لممارسي الرياضات العنيفة، في حدوث أضرار جسيمة على جمجمة الأشخاص والأنسجة تحتها.

 

لكن الصدمة لا تتوقف عند هذا الحد، حيث تتسبب تلك الضربات في تفاعل كيميائي بالمخ يدمر الخلايا العصبية والشبكات التي تزودها بالمواد المغذية والأكسجين.

 

هذه الآثار الناجمة عن إصابات الدماغ المؤلمة أو الرضّية (TBI)، والتي يمكن أن تؤدي إلى تلف في النظام الإدراكي والنفسي والحركي على المدى الطويل، أثارت اهتمام فريق من مهندسي الطب الحيوي لمواجهتها، عن طريق تطوير علاج يتم حقنه في موقع الإصابة، حيث يحمي الخلايا العصبية ويحفز نمو الأوعية الدموية في الأنسجة التالفة.

 

ولا يوجد حتى الآن علاج فعال لاستعادة الخلايا العصبية التالفة، كما أن آليات الحماية في الجسم تجعل من الصعب اختراق الحاجز الدموي في الدماغ، ما يعوق إيصال الأدوية.

 

لكن الطريقة التي ابتكرها باحثون من معهد نيو جيرسي للتكنولوجيا بأمريكا، وتم الإعلان عنها في العدد الأخير من دورية ACS Biomaterials Science & Engineering تغلبت على هذه المشاكل بحقنة مبتكرة.

 

وذكر تقرير نشره موقع المعهد عن الدراسة أن الخلايا العصبية تستجيب للصدمة من خلال إنتاج كميات مفرطة من الغلوتامات، وهو ناقل عصبي يسهل التعلم والذاكرة في ظل الظروف العادية، ولكن على المستويات السامة يتجاوز الخلايا ويؤدي إلى انهيارها.

 

ويتكون العلاج من "الإيبينديمين"، وهو بروتين يحمي الخلايا العصبية بعد الإصابة، وهو متصل بمنصة تسليم، وهي سلسلة من البروتينات القصيرة تسمى الببتيدات، والموجودة في "هيدروجيل" تم تطويره.

 

وبعد حقن المريض بالـ"هيدروجيل" تتجمع الببتيدات الموجودة في الهيدروجيل بموقع الإصابة الموضعي، لتكون بمثابة سقالة نانوية ليفية تحاكي النسيج البيني خارج الخلية (المصفوفة)، وهو البنية الداعمة للخلايا، وهذه المواد تمتلك خواص ميكانيكية مشابهة لأنسجة المخ، مما يحسن توافقها الحيوي، وتشجع على تجديدها.

 

وأشار التقرير إلى أنه قد صمم آلية لتوصيل هذا العلاج، حيث يستطيع تفادي الحاجز الدموي للدماغ، وتم تجربتها على فئران التجارب وأظهرت نتائج إيجابية.