إخوان الأردن يبتزون الحكومة بعد "نجاح" الإضراب

عرب وعالم

اليمن العربي

بعد خروج الدخان الأبيض مساء أمس من مداولات إنهاء إضراب نقابة المعلمين الأردنيين التي يهيمن على قيادتها الإخوان، بنتيجة مرضية للمعلمين، بدأت تتكشف نوايا الإخوان، من خلال تلميحات لقيادات إخوانية ظهرت في أكثر من موقع، بأن الجماعة التي تقف خلف الإضراب واستطاعت تحريك 100 ألف معلم، يمكنها أن تشكل الحكومة وتدير الدولة. ويقول متابعون لشؤون الإخوان لـ24، إن القيادات التنظيم الإرهابي بدأت تردد هذه الأفكار في الصالونات السياسية، وعلى منابر وسائل الإعلام القريبة منها، في محاولة لإيصال رسائل إلى مطبخ القرار في الدولة. وأشار المتابعون إلى تلميحات تتناقلها وسائل إعلام قريبة من الإخوان، لرأس الهرم في الجماعة، وهو المراقب العام للجماعة عبدالحميد الذنيبات، عندما قال ممازحاً أحد المذيعين، إن "الإخوان هم أجدر بالحكومة لو كانوا فعلاً بهذا الحجم"، رغم معرفة الجميع بوقوف الإخوان خلف الإضراب، لاسيما وأنهم يسيطرون على أغلب مقاعد نقابة المعلمين، إضافة إلى نائب النقيب، الذي يشغل حالياً موقع النقيب، بعد وفاة الأخير بحادث سير الشهر الماضي. إثارة الشكوك واتبعت الجماعة في قضية إضراب المعلمين مبدأ الشك وعدم تأكيد دورها فيه بشكل رسمي، لاسيما وأنها حاولت أكثر من مرة، وكان آخرها اليوم، إبعاد هذه الشبهة عنها رسمياً بإصدار بيان تنصلت فيه من دورها في الإضراب قائلة إن "محاولات إقحام جماعة الإخوان في الإضراب يتناقض مع الواقع وحقيقته". ووصف المتابعون إضراب المعلمين، بأنه مغامرة أخيرة من قبل الجماعة، في محاولة لاستعادة توازنها من خلال إثبات وجودها أمام أعضائها الذين تسود بين صفوفهم حالة من التململ والانشقاق. ويشير المراقبون إلى أن الإضراب مثل أيضاً استعراضاً للقوى من قبل الجماعة أمام الحكومة، لحجم تأثيرها بالشارع، بهدف قطف ثماره في أكثر من مسار ضاغط على وجود الجماعة في المملكة، والتي تلقى حظراً حكومياً لنشاطاتها السياسية والدعوية. يأتي ذلك فيما تؤكد مصادر حكومية أردنية لـ24 استحالة هذا الخيار، حيث أن الجماعة محظورة وخارج الحياة السياسية المرخصة. إجراءات قانونية وتعاملت الحكومة الأردنية طوال فترة الإضراب بشكل قانوني وديمقراطي مع المعلمين، رغم علمها بمن يقف خلف الإضراب، من خلال تغليب المصلحة الوطنية، للحيلولة دون حدوث أزمة سياسية، وتحول الإضراب من مطلبي إلى سياسي. وعاد صباح اليوم الأحد نحو مليون ونصف المليون طالب إلى مدارسهم، بعد انتهاء أطول إضراب شهدته المملكة واستمر لمدة شهراً كاملاً، بعد تلبية الحكومة للكثير من مطالب المعلمين أبرزها تقديم اعتذار عما يمكن أن يكون قد لحق باعتصام المعلمين في الخامس من سبتمبر (أيلول) الماضي، ومنح المعلمين علاوة متدرجة حسب الرتبة.