مستشار ملك البحرين: إيران تمددت في الدول العربية من خلال دعمها الممنهج للجماعات الإرهابية

عرب وعالم

نبيل بن يعقوب الحمر
نبيل بن يعقوب الحمر

أكد مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر أن إيران تمددت في الدول العربية من خلال دعمها الممنهج للجماعات الإرهابية وبعض الوكلاء والخونة لأوطانهم.

 

وأضاف الحمر، خلال مشاركته في "منتدى الإرهاب والتدخلات الإقليمية وآثارها على الأمن العربي والأفريقي" المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، أن إيران تستغل أيضا بعض الأحزاب والجماعات السياسية خاصة الجماعات المتطرفة في سياستها التوسعية.

 

وأشار إلى أن "الشعوب والدول العربية والأفريقية تتعرض لتدخلات إقليمية ودولية نتيجة حتمية للصراعات التي مرت بها المنطقة منذ بدايات القرن الماضي حتى يومنا هذا، وكذلك لأهمية هذه المنطقة الأمر الذي جعلها عرضة للأطماع الإقليمية والدولية".

 

وأوضح مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام أن"هذه التدخلات أصبحت نهجا في سياسات بعض الدول الإقليمية والدولية التي رأت أن المنطقة تمر بوضع هش يسهل استغلاله والتحكم في مقدراته".

 

وبيَّن الحمر أن "الأمن القومي العربي والأفريقي يواجه كثيرا من التحديات والمخاطر تمس مباشرة استقلالية الدول وتقدم شعوبها، ورغم اليقظة والحيطة فإن هناك جهات متعددة سعت ولا تزال بكل الطرق للتدخل المباشر وغير المباشر في شؤون المنطقة".

 

وتابع "قيام مجلس التعاون الخليجي كان بحد ذاته استشعارا مبكرا لهذه المخاطر وسعيا إلى مواجهتها بجهود جادة وفعالة، وكل ذلك وغيره من الجهود يؤكد الاهتمام بمواجهة مخاطر التدخلات الخارجية، ليس على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي فحسب بل على المستوى العربي".

 

الحمر بيَّن في كلمته أيضا أن "هناك عاملا خطيرا جدا لا بد من مواجهته يتمثل في التدخلات الخارجية الإقليمية، وهذا النوع من التدخل يعد خطيرا ويتميز عن التدخلات الخارجية الدولية".

 

ولفت إلى أن "التدخلات الإقليمية تكمن خطورتها في كونها تحمل دائما نزعة الأطماع التوسعية الجغرافية وبسط النفوذ على حساب السيادة الوطنية للدول، وتستخدم النزعات الطائفية والانفصالية والاختلافات الإثنية والعرقية وسيلة لدعم سياسات التدخل وبذر الفتن الطائفية في الدول العربية".

 

وأضاف أن "هذه التدخلات تغذي الجماعات والأحزاب والمليشيات المسلحة وتستخدمها للنيل من سيادتنا واستقرارنا".

 

وأوضح أن "التدخلات الخارجية الإقليمية تستغل ضعف وتضارب المصالح الوطنية للدولة العربية، فنجد أن نظام التحالفات الاستراتيجية لبعض الدول العربية قائم على التحالف مع قوى إقليمية طامحة وذات نزعة توسعية، وبما يتعارض مع مبدأ الأمن القومي العربي نفسه، ويتعارض مع استقرار الدول العربية".

 

وأشار مستشار ملك البحرين إلى أن "ظاهرة المليشيات المسلحة التي برزت في عدد من دول العالم العربي هي ناتجة لعامل التدخلات الإقليمية الخارجية".

 

وأكد أن "هذه المليشيات المسلحة تتغذى على ضعف الدولة المركزية وانحلال سلطتها، لكن العامل الأهم في توفر الدعم الخارجي الإقليمي لهذه المليشيات التي تعمل لتنفيذ أجندات الدول الإقليمية الداعمة لها".

 

واستطرد قائلا: "التحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة تنقسم إلى قسمين، تحديات ومخاطر داخلية إقليمية وتحديات ومخاطر خارجية دولية، وهذا لا يعني أنه لا شأن لأمر بالآخر، فكل التحديات والمخاطر سواء كانت داخلية أو خارجية هي على اتصال وتواصل وتشابك وتغذي بعضها الآخر".

 

وعلى صعيد التحديات والمخاطر الداخلية، بيّن أن "الإرهاب يأتي على رأس التحديات وأصبح آفة لا تعاني منها فقط المنطقة، وإنما العالم ككل، ويحتاج إلى جهد جماعي منظم وطرق ووسائل لمعالجة جذور هذه الظاهرة خاصة بين الشباب".

 

وفيما يتعلق بـ"الإسلام السياسي"، قال مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام إن "أمره انكشف مؤخرا وبدأ في الانحسار، لأنه المسؤول عن نشر الفوضى والدمار في طريقه إلى الاستيلاء على السلطة بشتى الوسائل".

 

وأضاف أنه "لمواجهة هذا التحدي يجب فصل الدين عن السياسة، ووضع حد لتلاعب هؤلاء بعقول الناس واستغفالهم باسم الدين".

 

وأكد أن "أهم وأكبر هذه التحديات هي إيران التي استطاعت أن تتحكم في صنع القرار في 3 عواصم عربية ونشرت الفوضى والدمار وأراقت الدماء في هذه الدول وغيرها من الدول التي وصلت إليها يد الغدر الإيرانية".

 

وحيا نبيل بن يعقوب الحمر  "الصمود والتصدي الذي تقوم به السعودية للأطماع الإيرانية في الأرض العربية وما بذلته من جهود وما قدمته من تضحيات وشهداء رغم ما تتعرض له من هجمة شرسة كان آخرها الهجوم الإرهابي على معامل النفط في أرامكو".

 

وشدد على أن "تركيا أصبحت أكثر وضوحا وعلنية في تدخلها في شؤون الدول العربية بعد أن فشلت في استغلال ما يسمى بالربيع العربي والإسلام السياسي في تمددها عربيا وفرض الوصاية العثمانية عليها".

 

ولفت إلى أن "تركيا استطاعت أن تحصل على موطئ قدم عسكري مؤخرا في الأرض العربية بعد أن قام النظام القطري بمنح أنقرة قاعدة عسكرية على الأراضي القطرية رغم ما تمثله من تهديد لكل دولنا بما فيها قطر".

 

وأكد أن "التصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة العربية والأفريقية يحتم التكاتف العربي الأفريقي والوقوف صفا واحدا في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار الشعوب العربية والأفريقية في إطار التشاور والتنسيق الدوري في مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية".

 

واختتم بتأكيد "رفض كل أشكال التدخل الأجنبي والحرص على اتخاذ مواقف مشتركة من شأنها أن تحافظ على المصالح العليا، وتعزز من الأمن القومي العربي والأفريقي سعيا لاستقرار المنطقة".